كشف رئيس جهاز الاستخبارات السابق، الأمير تركي الفيصل، ‏بعض الجوانب عن علاقة المملكة بإيران خلال الأيام ‏الأولى من الثورة، وعن كواليس اتفاق الطائف عام 1989م، الذي أنقذ لبنان من ‏الحرب الأهلية.‏

‎وقال، خلال حديثه في برنامج “الصندوق الأسود”، ‏إن المملكة لم تلغِ اتفاق إمداد إيران ‏بالكيروسين، والذي كان موقعًا في عهد الشاه، مبيناً أن هذه كانت بادرة ‏حسنة من المملكة للعهد الجديد.

وأضاف أنه صدر تصريح من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، الذي كان ‏حينها نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، بأنه إن كان توجه الثورة ‏إسلاميا فهو يعضد من نهج المملكة، وهذه كانت إشارة ثانية من ‏المملكة بعدم معاداة الثورة الإيرانية.

وأضاف أنه رغم هذه المبادرات لم تتلق المملكة ردودًا إيجابية، بل ‏كانت تصريحات الإيرانيين تصب في أنهم ضد الحكومات الملكية بصفة ‏عامة.‏

وحول القضية اللبنانية، أبان أن المملكة ارتأت أن حل الأزمة لن يكون إلا من خلال ‏المؤسسة الشرعية اللبنانية، لذلك بادر الملك فهد بن عبدالعزيز بدعوة البرلمان ‏اللبناني لكي يأتي للمملكة، بهدف الابتعاد عن أي تدخلات ‏خارجية.

وأشار الفيصل إلى أن اختيار مدينة الطائف لم يكن مصادفة، وإنما ‏لبعدها عن أعين الإعلام، ولحماية الوفد اللبناني من أي اتصالات ‏خارجية، ولم يُسمح لأي شخص بالاتصال بهم لا شخصيا ولا ‏هاتفيا، مبيناً أنه تم منع سفير إحدى الدول -لم يسمِها- من الاتصال بالوفد اللبناني حتى لا يتم التأثير على قرارات المصالحة.

وأوضح أنه عقب التوصل للاتفاق اجتمع بهم الملك فهد، وتم ‏تعديل الدستور وعاد الجميع إلى لبنان، حيث اختاروا رينيه معوض رئيساً، ‏والذي تم اغتياله فيما بعد.‏

وفق “أخبار 24”.