يواجه الاقتصاد العالمي بشكل عام الكثير من التحديات في ظل تداعيات انتشار فيروس كورونا، واستمرار الصراع التجاري بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وحالة الركود العالمي التي تعاني منها أغلب الدول، ويعد الاستثمار في النفط، او تداول النفط أحد أكثر القطاعات التي تواجه الكثير من التحديات.
وتجدر الاشارة الى ان هناك الكثير من الصناعات المعتمدة على النفط مثل تلك الموجودة في الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تواجه الكثير من العوائق في ظل فرض الحظر المنزلي في بعض الدول وإيقاف حركة السفر والطيران، مما يجعل هذا القطاع يعيش حاضر مقلق، وقاتم ومستقبل غير مؤكد.
كما تشهد العديد من قتصادات الناشئة مشاكل كثيرة في استمرار مشاريع النفط والغاز الخاصة بها، وتواجه العديد من المشاريع القائمة بالفعل الكثير من الشكوك حول جدواها في المناخ الاقتصادي الحالي على مستوى العالم.
تحديات تداول النفط في ظل جائحة كورونا
يتأثر مليارات البشر في جميع أنحاء العالم بواحدة من أسوأ الأزمات الصحية، التي يتعرض لها أغلب دول العالم في ظل انتشار وباء كورونا، وتعرض الاقتصاد العالمي للضغط بطرق لم نشهدها منذ الكساد الكبير في الثلاثينيات. حيث أعلنت الكثير من الشركات افلاسها، وزادت معدلات البطالة ومازالت آخذة في الارتفاع.
الا أن كل التأثيرات السلبية السابقة قد يعتبرها المتداولين في أسواق النفط كإشارات جيدة جدا لاتخاذ مراكز شرائية في الاتجاه الهابط، والاستفادة من صعود الأسعار فيما بعد، حيث شهد التداولات على النفط احجام تداول كبيرة مع تحركات الأسعار صعودا وهبوطا وفق القرارات الاقتصادية وقرارات الاغلاق المرتبطة بجائحة كورونا، كما ارتفع أحجام تداول خام برنت، والعقود الأجلة للنفط بنسب كبيرة في الشهور الماضية، ولا تزال الأسواق تتأهب لتحركات جديدة وفق قرارات رفع الاغلاق واعادة فتح البلاد مع مؤشرات ظهور لقاح لفيروس كورونا، قد يعيد التجارة والاقتصاد الى سابق عهده.
ويرى خبراء الطاقة والاقتصاديين، أنه في حال لم يتم تخفيف قيود السفر في النصف الثاني من العام، فإننا نتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط في عام 2020 بمقدار 9.3 مليون برميل يومياً مقارنة بعام 2019 .
وفي ضوء هذه التوقعات، تستجيب الحكومات لاتخاذ خطوات جذرية، حيث أدخلت الحكومات خطط مالية طارئة ضخمة لدعم العمال والشركات، كما شرعت البنوك المركزية في برامج تحفيز نقدي ضخمة.
كما أننا نشهد أيضًا اتخاذ إجراءات لمعالجة أزمة سوق النفط ، حيث تم عقد حدثين رئيسيين خلال الفترة الماضية، حيث وافق منتجي النفط في مجموعة “أوبك +”، على خفض الإنتاج بمقدار 9.7 مليون برميل في اليوم الأولي مقابل خط الأساس المتفق عليه، اعتبارًا من 1 مايو الماضي.
كما حثت وكالة الطاقة الدولية كبار المستهلكين والمنتجين للعمل معاً من خلال منتدى مجموعة العشرين للتخفيف من التأثير على استقرار السوق، وقد سبق وتم عقد اجتماع استثنائي لوزراء الطاقة من مجموعة العشرين ودول أخرى في أبريل، وعرض الحاضرين دعمهم لجهود دول مجموعة أوبك + لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، وناقشوا تخفيضات الإنتاج بمرور الوقت.
تداول خام برنت
تراجعت أسعار النفط خلال الأسبوع الأخير، بعد الركود الناتج عن المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تم تداول خام برنت عند 45.05 دولارا للبرميل، بانخفاض 0.9 ٪.
وتجدر الإشارة إلى أن التوتر المتصاعد بين الولايات المتحدة والصين يعمل على تكثيف مخاطر انخفاض الطلب على النفط من أكبر اقتصادين في العالم ومستهلكين للنفط، ويضع ضغوطاً سلبية على أسعار النفط.
انخفاض الأسعار
ويهدد انخفاض أسعار النفط استقرار الصناعة التي ستظل مركزية لعمل الاقتصاد العالمي، حتى مع انخفاض الطلب بمقدار قياسي هذا العام، لا تزال شركات النفط تواجه تحديات الاستثمار لتعويض انخفاض الإنتاج الطبيعي ومواجهة النمو المستقبلي.
ووفقا للإحصائيات والتقارير التي تنشرها منصات الاستثمار في النفط والتداول، فمن المتوقع أن ينخفض الإنفاق الرأسمالي العالمي من قبل شركات الاستكشاف والإنتاج في عام 2020 بنحو 32٪ مقارنة بعام 2019 إلى 335 مليار دولار ، وهو أدنى مستوى منذ 13 عاماً.
و يؤدي هذا الانخفاض في الموارد المالية أيضا إلى تقويض قدرة صناعة النفط على تطوير بعض التقنيات اللازمة لتحولات الطاقة النظيفة حول العالم.
فرص الاستثمار في النفط
يوفر تداول النفط الخام، فرص ممتازة للربح في جميع ظروف السوق تقريبا، نظراً لمكانته الفريدة في الأنظمة الاقتصادية والسياسية العالمية، كما أن تقلبات قطاع الطاقة شهد ارتفاع بشكل حاد في السنوات الأخيرة، مما يضمن اتجاهات قوية يمكن أن تنتج عوائد ثابتة للصفقات المتأرجحة قصيرة الأجل واستراتيجيات التوقيت طويلة الأجل.
وغالبًا ما يفشل المتداولين المبتدئين في السوق في الاستفادة الكاملة من تقلبات النفط الخام، وعمليات تداول خام برنت، إما لأنهم لم يتعلموا الخصائص الفريدة لهذه الأسواق أو لأنهم غير مدركين للأمور الخفية التي يمكن أن تؤثر على الأرباح.
بالإضافة إلى ذلك، لا يتم إنشاء جميع الأدوات المالية التي تركز على الطاقة بشكل متساوٍي، حيث من المرجح أن تنتج مجموعة فرعية من هذه الأوراق المالية نتائج إيجابية.