تحتفل المملكة باليوم الوطني لتوحيدها في الـ23 من سبتمبر من كل عام، ويعود هذا التاريخ إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك عبد العزيز في الـ17 من جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 19 سبتمبر عام 1932م، للإعلان عن توحيد البلاد.
ونص المرسوم على تسمية البلاد باسم (المملكة العربية السعودية) اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان)، ليصبح هذا التاريخ يوما وطنيا للمملكة.
وطبقاً لدارة الملك عبد العزيز، يعود تاريخ تأسيس المملكة إلى بدايات تأسيس الدرعية وامتدادها القديم، فالإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى يعود إلى بني حنيفة الذين أسسوا دولتهم الأولى منذ ما قبل الإسلام في وادي العرض المعروف بوادي حنيفة نسبة إلى حنيفة بن لجيم وهو مقر قبيلة بني حنيفة بن لُجَيْم بن صَعب بن علي بن بَكر بن وائل، عرفت به، وعرف بها منذ العصر الجاهلي؛ حتى سُمي وادي اليمامة: وادي حنيفة.
اعتنق بنو حنيفة الإسلام، وكانت ديارهم الأصلية في الحجاز وعالية نجد، وعندما حكم الأخيضريون المنطقة في منتصف القرن الثالث الهجري، تفرق بنو حنيفة في أنحاء الجزيرة العربية وتحضروا في عدد من المناطق منها أضاخ في عالية نجد، وفي عام 850هـ (1446م) انتقل جد آل سعود ، مانع المريدي بأسرته من شرقي الجزيرة العربية إلى العارض في نجد بدعوة من ابن عمه ابن درع صاحب حجر والجزعة الذي منحهم موضعي المليبيد وغصيبة فاستقر فيهما مانع وأسرته، وأصبحتا بعد ذلك من المناطق العامرة بالسكان والزراعة.
وأنشأ مانع في هذين المكانين بلدة قوية سميت بالدرعية نسبة إلى الدروع، وأخذت مكانها في قلب الجزيرة العربية حتى أصبحت إمارة معروفة.
استمرت أسرة ربيعة بن مانع في إمارة الدرعية منذ ذلك العام إلى أن تولى سعود بن محمد بن مقرن عام 1132هـ وبعد وفاته عام 1137هـ تولى زيد بن مرخان في فترة تقل عن السنتين، حيث تولى بعده الأمير محمد بن سعود الذي أصبح يلقب فيما بعد بالإمام وذلك عام 1139هـ (1725م) وقاد البلاد إلى مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة ، حيث نجح في تأسيس دولة واسعة النفوذ.
واستطاع الإمام محمد بن سعود في فترة قصيرة وضع بذور تأسيس الدولة من خلال امتداد نفوذه في المنطقة وعلاقاته مع القبائل المجاورة ونشره للاستقرار والأمن في الدرعية حتى أصبحت تتمتع بنفوذ مستقل وقوة وعلاقات مع الحواضر والقبائل المحيطة بها.
الدولة السعودية الأولى ( 1157ـ 1233هـ / 1744ـ 1818م):
وفي عام 1157هـ (1744م ) تأسست الدولة السعودية الأولى في الدرعية بجهود الإمام محمد بن سعود، لتكون دولة تمتد في نفوذها وتؤيد الدعوة الصحيحة وتؤسس لاقتصاد ومجتمع مزدهر. حيث ظهر الكثير من العلماء، وازدهرت المعارف والنواحي العلمية والاقتصادية ، وأنشئ العديد من المؤسسات والنظم الإدارية.
حكام الدولة السعودية الأولى:
الإمام محمد بن سعود بن مقرن ( 1157ـ 1179هـ /1744ـ 1765م)
الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود (1179ـ1218هـ / 1765ـ1803م)
الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود (1218ـ1229هـ / 1803ـ1814م)
الإمام عبد الله بن سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود (1229ـ1233هـ / 1814ـ 1818م)
وانتهت الدولة السعودية الأولى عام 1233هـ (1818م ) نتيجة للحملات التي أرسلتها الدولة العثمانية عن طريق واليها في مصر، كان آخرها حملة إبراهيم باشا التي تمكنت من هدم الدرعية وتدمير العديد من البلدان في مناطق الدولة السعودية الأولى.
الدولة السعودية الثانية ( 1240ـ 1309هـ / 1824ـ 1891م) :
رغم الدمار الذي خلفته قوات محمد علي بقيادة إبراهيم باشا، وهدم الدرعية، إلا أنها لم تتمكن من القضاء على مقومات الدولة السعودية، حيث ظل الأهالي في البادية والحاضرة على ولائهم لأسرة آل سعود، وتقديرهم لمعاملتهم وقيادتهم الحكيمة، ومناصرتهم للدعوة السلفية، فلم يمض عامان من نهاية الدولة السعودية الأولى إلا وعاد القادة من آل سعود إلى الظهور من جديد لإعادة تكوين الدولة، وكانت أولى محاولاتهم عام 1235هـ / 1820م عندما حاول الإمام مشاري بن سعود إعادة الحكم السعودي في الدرعية لكنها لم تدم إلا بضعة أشهر، ثم تلتها محاولة ناجحة قادها الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في عام 1240هـ/1824م أدت إلى تأسيس الدولة السعودية الثانية وعاصمتها الرياض .
واستمرت الدولة السعودية الثانية على أسس وركائز الدولة السعودية الأولى من حيث اعتمادها على الإسلام ، ونشر الأمن والاستقرار ، وتطبيق الشريعة الإسلامية ، وازدهرت فيها العلوم والآداب.
وجاء حكام الدولة السعودية الثانية كالآتي :
الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود ( 1240ـ1249هـ / 1824ـ 1834م)
الإمام فيصل بن تركي ـ الفترة الأولى (1250ـ 1254هـ / 1834ـ1838م)
الفترة الثانية ( 1259ـ 1282هـ / 1843ـ 1865م)
الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي ـ الفترة الأولى ( 1282ـ 1288هـ / 1865ـ 1871م)
الإمام سعود بن فيصل بن تركي ( 1288 ـ 1291هـ / 1871 ـ 1875م)
الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي ـ الفترة الأولى (1291ـ 1293هـ / 1875ـ 1876م)
الإمام عبد الله بن فيصل بن تركي ــ الفترة الثانية ( 1293ـ 1305هـ / 1876 ـ1887 م)
الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي ـ الفترة الثانية (1307ـ 1309هـ / 1889ـ 1891م)
وفي عام 1309هـ / 1891م غادر الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي الرياض إثر حدوث الخلافات بين أبناء الإمام فيصل بن تركي، وسيطرة محمد بن رشيد حاكم حائل عليها. وبذلك انتهت الدولة السعودية الثانية.
استرداد الرياض وتأسيس المملكة العربية السعودية:
وفي الـ5 من شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير (1902م) تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من استرداد الرياض والعودة بأسرته إليها لكي يبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي ويعد هذا الحدث التاريخي نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة نظراً لما أدى إليه من قيام دولة سعودية حديثة تمكنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في شتى المجلات.
ولقد توفرت في الملك عبد العزيز الصفات القيادية العظيمة التي مكنته من حمل مسؤولية تأسيس دولة حديثة كانت المنطقة في أمس الحاجة إليها، فقد عرف عن الملك عبد العزيز تمسكه بالعقيدة ودفاعه عنها وإيمانه الشديد بالله وتطبيق شرع الله في جميع جوانب الحياة ومن صفاته بره بوالده وأسرته ومحبته للخير والعلم وشجاعته وفروسيته وكرمه.
استطاع الملك عبد العزيز أن يوحد بلداناً وقبائل وشعوبًا، وأن ينشر الأمن والاستقرار في منطقة شاسعة واعتمد في ذلك على الله عز وجل ثم على أبناء شعبه، ومن صفاته أيضاً صبره على المكاره وإنسانيته ورحمته بالغير رغم قوته، وعفوه عند المقدرة، وعرف عنه أنه لم يحقد على أحد حتى تجاه من ناصبه العداء أو أساء إليه، بل تمكن من تحويل خصومه إلى أصدقاء مخلصين وعاملين له.
توحيد البلاد:
وبعد استرداد الرياض واصل الملك عبد العزيز كفاحه مدة تزيد على 30 عاماً من أجل توحيد البلاد، وتمكن من توحيد العديد من المناطق من أهمها:
– جنوب نجد وسدير والوشم 1320هـ (1902م).
– القصيم 1322هـ (1904م).
– الأحساء 1331هـ (1913م).
– عسير 1338هـ (1919م)
– حائل 1340هـ (1921م)
وتم للملك عبد العزيز ضم منطقة الحجاز في عامي 1343هـ و1344هـ (1925م) وفي عام 1349هـ (1930م) تم استكمال توحيد منطقة جازان.
ألقاب الملك عبد العزيز:
لُقب الملك عبد العزيز إضافة إلى لقب (الإمام) بعدد من الألقاب:
أمير نجد ورئيس عشائرها 1319هـ (1902م)
سلطان نجد 1339هـ (1921م)
سلطان نجد وملحقاتها 1340هـ (1922م).
ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها 1345هـ (1926م).
ملك الحجاز ونجد وملحقاتها 1345هـ (1927م).
ملك المملكة العربية السعودية 1351هـ (1932م).
أمر ملكي بتوحيد البلاد وتسميتها:
صدر في الـ17 من جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 19 سبتمبر عام 1932م، أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية)، اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر 1932م (الأول من الميزان).
التأسيس والبناء:
بدأت مراحل التأسيس والبناء في عهد الملك عبد العزيز منذ دخوله الرياض عام 1319هـ، حيث تركزت على الجوانب الدينية والإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فقد أسس العديد من المؤسسات الإدارية منها: المجالس الإدارية، ومجلس الوكلاء، ومجلس الشورى وإدارة المقاطعات ورئاسة القضاء والمحاكم الشرعية ووزارة الخارجية ووزارة المالية ووزارة الدفاع ووزارة المواصلات ووزارة الصحة ووزارة الداخلية ومؤسسة النقد العربي السعودي وغيرها من الوزارات والإدارات المتعددة.
كما شملت تطوير الخدمات المقدمة للحجاج، حيث أمر بتوسعة الحرمين الشريفين وتأسيس المديرية العامة للحج وإنشاء المحاجر الصحية والطرق ووسائل المواصلات المتعددة وفي آخر حياته أنشأ مجلس الوزراء ليكون خاتمة إنجازاته الإدارية والتنظيمية.
ومن أبرز إنجازات الملك عبد العزيز توطين البادية، وتأسيس الهجر الذي نتج عنه تكوين مناطق استقرار عديدة في أنحاء المملكة لعدد من القبائل التي اتجه أفرادها إلى أعمال الزراعة والتجارة وإحياء الأراضي التي استقروا بها حتى أصبحت حواضر مزدهرة .
ومن إنجازات الملك عبد العزيز: عنايته بالتعليم ، ونشر المعرفة من خلال تشجيع طلاب العلم، وتأسيس المدارس وإصدار الأنظمة الخاصة بها، وإنشاء المكتبات وإتاحة الكتب للجميع، ومنها مكتبة الملك عبد العزيز.
وساهم الملك عبد العزيز في تدعيم مكانة الدولة السعودية على الساحة الدولية رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط بالمنطقة في تلك الفترة.
ومن الناحية الاقتصادية فقد شهدت المملكة ظهور النفط وتطور صناعته واستخراج المعادن وازدياد حركة التجارة والعلاقات التجارية الدولية ولقد استفاد الملك عبد العزيز من وسائل التقدم والتطور التي ظهرت في الدول الغربية وقام بجلبها إلى المملكة، وتوظيفها في خدمة التطور الحضاري. وفق “أخبار 24”.
ويعد إرساء الأمن في المملكة من أهم الإنجازات التي تحققت في عهد الملك عبد العزيز، حيث أصبحت الطرق والمدن والقرى والهجر تعيش في أمن دائم كما تم تأسيس الأنظمة اللازمة والمؤسسات الأمنية وعلى رأسها تطبيق الشريعة الإسلامية، وردع جميع المحاولات التي تمس استقرار الناس وممتلكاتهم.
وأصبحت المملكة في عهد الملك عبد العزيز ذات مكانة دولية خاصة، حيث انضمت إلى العديد من المنظمات والاتفاقيات الدولية، وكانت من أوائل الدول التي قامت بتوقيع ميثاق هيئة الأمم المتحدة عام 1364هـ (1945م) وأسهمت في تأسيس العديد من المنظمات الدولية التي تهدف إلى إرساء الأمن والاستقرار والعدل الدولي مثل جامعة الدول العربية في عام 1364هـ (1945م).
وبعد وفاة الملك عبد العزيز في الثاني من شهر ربيع الأول من عام 1373هـ الموافق للتاسع من شهر نوفمبر عام 1953م سار أبناؤه على نهجه، واستكملوا مسيرة التأسيس والبناء وفق المبادئ السامية التي تستند عليها الدولة السعودية.
وحكم المملكة بعد الملك عبد العزيز أبناؤه الملوك :
• الملك سعود بن عبد العزيز 1373 – 1384هـ (1953 – 1964م)
• الملك فيصل بن عبد العزيز 1384 – 1395هـ (1964 – 1975م)
• الملك خالد بن عبد العزيز 1395 – 1402هـ (1975 – 1982م)
• الملك فهد بن عبد العزيز 1402 – 1426هـ (1982 – 2005م)
•الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (1426 – 1436هـ) | (2005 – 2015 مـ)
•الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود (خادم الحرمين الشريفين) (1436هـ \ 2015 مـ)