[CENTER][COLOR=#FF001F]د.هلال محمد العسكر [/COLOR][/CENTER]
الإدارة قبل أن تكون علم وفن فهي أخلاق وقيم ومسؤولية. والمسؤولية أن تؤدي العمل المطلوب منك على أكمل وجه في الوقت المحدد. وهذا التعريف للمسؤولية ليس بالأمر الهيِّن الذي يأتي نتيجة صدفة بل نتاج تعليم وتربية معا؛ أي أن من لا أخلاق ولا قيم عنده لا يمكن أن يكون قائدا ولا إداريا ناجحا بمؤهلاته العلمية أو العملية مهما تكن جودتها ومدتها، مصداقا لقول الشاعر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإنهمو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.!
تتلخص فرضيات نظرية (أكس) للعالم الأمريكي (دوقلاس مكروجر) التي تتبناها قيادات بعض المؤسسات الفاشلة لدينا في الاعتقاد أن المرؤوسين بطبيعتهم يميلون للدعة والكسل ويكرهون العمل ويتحاشونه بقدر المستطاع. وبسبب هذه الخصائص والسمات المتأصلة في الموظفين (كما يعتقد معالي المستر أكس) فإنه يجب أن يكرهوا ويحكموا ويوجهوا بل حتى يهددوا ويخوفوا بالعقوبات لتوجيه الجهود نحو انجاز أهداف المؤسسة، وهذا هو أحد أهم أسرار الفشل في الإدارة، لأن أسلوبا كهذا علاوة على أنه غير أخلاقي وغير انساني، أسلوب عفى عليه الزمن ولم يعد صالحا حتى للتعامل مع الحيوانات في عصر سماته التقنية والانفتاح والمعلومات والعولمة والنزاهة.والشفافية والحوكمة ومنظمات وجمعيات وهيئات حقوق الإنسان..!
إن الإدارة الناجحة هي التي تملك من العلم والفن والأخلاق والقيم والثقة في النفس ما يدفعها للاعتقاد والعمل بعكس فرضيات هذه النظرية (نظرية اكس) التي لا يطبقها ولا يؤمن بها الا الفاشلون الذين تدفعهم أهداف وأغراض شخصية خاصة يكشفها ويفضحها الحب الجنوني للتشبث بالكراسي التي عملوا المستحيل بأي ثمن للوصول اليها وهم ليسوا أهلا لها.!
إن القيادات الادارية ما لم تؤمن بأن ما ينفق من جهد ذهني وجسدي في العمل يعد أمرا طبيعيا وصحيا مثل اللعب أو الراحة، وأن الإنسان العادي لا يكره العمل فطرة ، كما أن التحكم والسيطرة الخارجية والتهديد بالعقوبات ليست الوسائل الوحيدة في توجيه الجهود نحو تحقيق أهداف العمل. وأن الشخص بداهة سيتمرن على توجيه نفسه والسيطرة عليها لخدمة الأهداف التي يلتزم بها. وأن الإنسان العادي كائن متعلم إذا هيئت له ظروف وأوضاع مناسبة وأنه يقبل المسؤولية بل يبحث عنها ويسعي لها. وأن استيعابه ومقدرته التدريبية على مستوى عال من الخيال والبراعة والدهاء والإبداع في حل المشكلات التي تواجهه في عمله، بمعنى أخر، ما لم تؤسس الأعمال على الثقة والاحترام المتبادل وتدار الأمور بشكل جماعي ومؤسسي بعيدا عن التفرد والتسلط والاستبداد وغيرها مما تمليه وتفرضه عقلية ومصالح معالي المستر (اكس) ، فإن العمل لا محالة سيؤول بنا للفشل..!
إن معالي المستر (أكس) يظن أن الإخلاص هو فقط تطبيق نظريته الفاشلة التي لا ترى الناس الا مجرمين لا يمكن ضبطهم الا بتشديد الرقابة بالبصمة والتهديد والوعيد دون وعي أو فهم بأن الإخلاص هو أن يحقق جهازه أهدافه وأن يكون عمله نزيهاً ودقيقاً وفق مبدأ العدالة والمساواة فيما يتعلق بالمزايا الوظيفية من ترقيات وانتدابات وتدريب وابتعاث وغيرها.، وأن الإخلاص يتمثل في العمل المنتج الذي يعبر عن المساهمة في خدمة الوطن وتقدمه ورفعته واستقراره، كما يتمثل في تنفيذ أوامر القيادة وتمثيلها بحسن التعامل مع المرؤوسين والناس عموما وتقديم المصلحة العامة على المصالح الشخصية وعدم تزييف الحقائق مهما تكن مرة وعرضها بصراحة وشفافية وتجرد.
كفاناالله وإياكم شر المستر (X) وعجل باستبداله بالمستر (Y) أمين.