[CENTER][COLOR=#FF0026]د. هلال محمد العسكر[/COLOR][/CENTER]
في ليلة تاريخية إنسانية لبست فيها الدلم ثياب الحب والتقدير وتعلقت بوشائج تعبر عن خالص الحب وقمة العطاء وروعة التقدير كرمت الدلم بالدموع رئيسها السابق الأستاذ القدير عيد بن محمد القبلان بعد إنتهاء فترة عمله وإنتقاله للعمل في امارة الرياض في حفل وداعي بهيج حضره معالي محافظ الخرج الاستاذ مساعد السالم ورئيس مركز الدلم الأستاذ ثامر الشتوي ومسؤولوا الدوائر الحكومية والأهلية وأعيان الدلم.
استقبل الجميع بأناشيد كشفية ترحيبية وتنظيم جيد، وابتدأ الحفل بالقران الكريم ، وتم عرض قلم للأستاذ عيد يصور ويوثق مسيرة عطاء دامت (13) عاما في الدلم. فكلمة لرئيس مركز الدلم رحب بخلفه في المركز وتمنى له التوفيق والنجاح في مهام عمله الجديد. ثم كلمة الأهالي للأستاذ عبدالعزيز بن عبدالله العميري وبعد ذلك تحدث المكرم الأستاذ عيد مخاطبا أهالي الدلم بأهلي وإخواني ومودعا لهم بالدموع والتمنيات بالمزيد من العطاء والتنمية.
إن تكريم من يستحق بجهده وبذله وعطائه ووفائه وإخلاصه وإنجازاته فيه فوائد جمة ودعوة للتنافس وتحفيز وشحذ للهمم وفيه إنصاف وإحقاق حق ووفاء وحب وتقدير، وحين يكرم المجتمع أفراده يهب الناس لإظهار فرحهم بمن خدمهم ويصبح رد الجميل متعة وشرفا وهذه صفات وقيم وأخلاق المجتمع السعودي.الذي أصبحت ثقافة العطاء والتكريم جزءا من تفكيره، وكم هو جميل أن تقوم الدلم بتكريم أشخاص قدموا جهودهم في سبيل خدمة أبناء وطنهم، ودفع عجلة التنمية في مجتمعهم، وهي معروفة بلا شك بهذه الثقافة الحضارية وليس الامر بمستغرب على أهلها.
ومع إني من دعاة هذه القيم والأخلاق، الا أنني في نفس الوقت أؤكد على ضرورة أن يقتصر التكريم على مستحقيه، فلا يجب أن يأتي التكريم من باب المجاملة والمحاباة وإلا فقد معناه، بل وأدى لنشر ثقافة النفاق بدلا من التميز، وبث روح اليأس بدلا من أن يبث روح الإبداع، وأحذر من أن تخرج مبادرات التكريم عن أهدافها وأن تنحرف عن مسارها، وإلا حدث ما لا تحمد عقباه على صعيد أي مؤسسة يتم فيها هذا الأمر.
ختاما أقترح أن يكون التكريم لمن أمضى في العمل رئيسا لمركز أو محافظا لمحافظه أكثر من (10) سنوات أن يطلق اسمه فيها على شارع أو مشروع ليبقى سجلا يشهد به التاريخ وتعرفه الأجيال القادمة وأن لا يقتصر تكريمه على درع تنساه الذاكره الوطنية وينساه الناس. فأمثال هؤلاء القادة هم من يستحق أن تسمى بأسمائهم الشوارع والمشاريع وما جزاء الإحسان إلا الإحسان.