[CENTER][COLOR=#FF001F]د.هلال محمد العسكر[/COLOR][/CENTER]
المسؤولية هي أن تؤدي الأهم قبل المهم على أكمل وجه في الوقت المحدد بأقل جهد ووقت وتكلفة. وهذا التعريف للمسؤولية ليس بالأمر الهيِّن الذي يأتي نتيجة صدفة بل نتيجة علم وخبرة واستعداد وممارسة.
والمسؤولية يمكن تعلمها والتدرب عليها منذ الصغر ، فتعليم الأبناء قيم حياتية من شأنها أن تعزز لديهم قيمة المسؤولية كالاهتمام والتقدير والتعاون والمرونة والمبادرة والتنظيم والصبر والمثابرة وحل المشكلات اليومية بطرق مبتكرة ومواجهة الواقع وتحمل مسؤولية نتائجه، وهي قرينة الإخلاص الذي يميّز به العمل من العيوب ويرى به الحق ويقصد به الصدق. ولا يشوبه الآفات ولا تتبعه رخص التأويلات، وتستوي فيه أفعال المسؤول في الظاهر والباطن، وقد قيل في الأثر إن المرء قد يبلغ بالاخلاص درجة الشهداء، ولو لم يستشهد.
تتمثل مسؤولية واخلاص المسؤول في العمل في انضباطه في الدوام وتأدية عمله بنزاهة وإتقان، وفي دراسة المعاملات بعناية وعدم الاكتفاء بتمريرها فقط، واستقبال المراجعين بالبشاشة وطلاقة الوجه بدلاً من التفكير في صد المراجع بأي طريقة، وأن يكون عمله نزيهاً ودقيقاً ووفق مبدأ العدالة والمساواة ووفقا لمعايير وقياسات ومواصفات دقيقة وضوابط تحكم عمله وبتطبيق العدالة والمساواة بين المرؤوسين فيما يتعلق بالمزايا الوظيفية من ترقيات وانتداب وتدريب وابتعاث ونحوها.
كما أن مسؤولية وإخلاص المسؤول لوطنه يتمثل في العمل المنتج الذي يعبر عن مساهمته في خدمة وطنه، كما يتمثل في تنفيذ أوامر القيادة وإبداء الرأي الذي من شأنه خدمة المصلحة العامة والتعاون في سبيل رفعة الوطن في مختلف الجوانب وعدم التعاون بأي شكل مع أعدائه أو القيام بأي عمل يضره.
طبعا هناك مسؤولون محسوبون على أنهم من القيادات الوطنية المخلصة، وهم في حقيقة الأمر لا يعرفون معنى الوطنية ولا المسؤولية ولا الإخلاص، ولا يعرفون حتى ما هو عملهم وأهميته وما هو مطلوب منهم ولا يشغلون أنفسهم بما هم مسؤولون عته ، بل يجعلون أعمالهم روتينية مملة ومؤجلة وتتراكم دون إنجاز ؛ أي أنهم لا يحبون عملهم ولا يعطونه الوقت والجهد الكافيين، وتجدهم دائما متكاسلين ومتضجرين وخاملين وفاترين دون همة مع غياب الروح الجماعية في إنجاز العمل وانحسار الإبداع والعطاء منغمسين في روتين لا يسمن ولا يغني من جوع وفي تصيد الأخطاء والنقد السلبي ونشر الكراهية بين العاملين واستغلال ما يمكن استغلاله للصالح الخاص وليس العام. وحالهم حال المثل القائل:من اشتغل بغير المهم ضيَّع الأهمَّ!
التعليقات 1
1 ping
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/kharjhom/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
23/12/2013 في 6:09 ص[3] رابط التعليق
يعطيك العافية ابو وليد كفيت ووفيت
(0)
(0)