[SIZE=5][B][CENTER]
كأني أرى آثار الدهشة تعلو محياك وعلامات التعجب تظهر على قسمات وجهك!؟
دعوني أسألكم سؤالاً : هل من الممكن أن تكون نعمة العافية نقمة !؟
سأضرب لكم مثالاً بسيطاً ولكم حرية الاقتناع بعد ذلك أم لا .
انظروا لحالكم يوم أن تُصابوا برشحٍ بسيط ، هاجس الطوارئ يُعلن ، وجرس الإنذار يُدق ! تلهث باحثاً عن علاج مدوي وشراب مقوي ! .
فالرأس هائج ، والعين غزيرة بالدمع ، والأنف محمر ومنديل يذهب ومناديل تعود !
و سلة المهملات حدث ولا حرج ! فلا تلبث قليلاً إلا وتستبدل من امتلائها بالمناديل!
والنطق لا تسألوا عنه ! فالميم تتحول إلى باء والنون عليها السلام !
حديثك وكأنه أعجمي ، فكاهية لمن يسمع ومحرجة لك !
وإن عطست وأنت بهذا الوضع فهذه قصة أخرى ! فعند عطسك كأن هناك التماساً كهربائياً ينفض أجزاء جسمك ! ثم ينتهي بك الأمر إلى انسداد في الأنف لتضطر بعدها التنفس من فيك !
تجد نفسك ضعيفاً ولا تتعرض للآخرين (وفي حالك) !
ويبدأ بعد ذلك مشروع التوبة و الالتزام والصلاة في المسجد والدعاء بالشفاء !
هذا هو أكثر الأمراض شيوعاً وأقلها خطراً فما بالكم ما هو أخطر منها !؟
وما إن تبدأ بالتعافي حتى يتوقف مشروع التوبة تماماً كمشارعينا الاستثمارية والتنموية في بلداننا العربية ! ويبدأ عندها إعادة إحياء علاقة الصداقة مع إبليس !
ولا أعلم بالضبط من هو صديق الآخر!؟
ما أريد الوصول إليه أن الأمراض كنهر تعبره فيغسل فؤادك من كدر الذنوب إن أنت احتسبته الأجر ، وهي نذير وتحذير من الاغترار بدنيا المال والشباب والزينة .
حتى ورد عن الصحابة الكرام أن بعضهم كان يتمنى المرض ليكفر الله به ذنوبهم .
فالعافية ملهية وللشيطان جالبة تزخرف لك الدنيا وتزينها لك خصوصاً عندما تكون في عنفوان شبابك إلا من أدركته رحمة الباري.
[/CENTER][/B][/SIZE]