هل تساءلت يوماً مالذي يحصل عند تكوين سلوك فرد من خلال تنشيئة تؤمن بالمثاليات الغربية في مجتمع عربي؟
قد تعتقد بأنه سؤال عادي للوهلة الاولى أو أنه مكرر ولكن صدقني عزيزي القاريء إنه سؤال يحتاج لوقفة مطولة!
عند تنشيئة طفل على مثاليات المجتمع الغربي كالتنظيم اليومي الدقيق للوقت والحرص على الترتيب الدقيق لمقتنيات وديكور المنزل العربي والحرص على النظافة وآداب الاكل لدرجة الهوس، من البديهي أن نعتقد بأنه شيء ممتار.. ولكن ماذا عن واقع الحياة اليومية الذي ينصبك أمام مفترق طرق عندها ستكون مضطراً إلى اتخاذ أحدهم إما أن تتمسك بالمثاليات التي نشأت عليها وإما أن تواكب هذا المتغير؟
ومن جهة اخرى فإن الشخص الذي نشأ على مثاليات المجتمعات الغربية وعند تقدمه بالعمر واضطراره إلى مغادرة محيط اسرته التي هيأت له هذه المثاليات وينتقل للعيش في محيط أسرة ذات تنشيئة غير معتادة على الالتزام بتلك المثاليات، يبدأ عدم التكيّف والتوتر يطرآن على ذلك الشخص مما ينعكس على سلوكه ويجعله ساخطاً مما حوله..
الكيان المجتمعي لابد له من التماسك والتكامل حتى ينجح ويستمر بالبقاء، فالعملية أشبه ما تكون بقطبي المغناطيس لابد لهم من التجاذب حتى يلتقيان مع بعضهما وإلا فإن السؤال الذي طرحته في أول المقال ستكون اجابته أن تلك العوامل ستؤدي إلى فشل إنشاء مجتمعات فرعية جديدة تتصل بالمجتمعات .
[CENTER]
عبدالعزيز الحجي- الكويت
AlBigboss86@[/CENTER]