لمن لا يعرف سلطان موسى الموسى فهو كاتب وباحث سعودي في مقارنات الأديان وتاريخ الحضارات ومؤلف كتابي أقوم قيلا و تثريب ومحاضر في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة وأحد أكثر الأشخاص الذين أحرص على متابعة ما يقدمه في برنامج سناب شات .
تحدث هذا الرجل في إحدى سناباته عن موضوع مهم استوقفني ، ومما أثار استغرابي تعرضه بعدها لهجوم من المتابعين وتم وصفه بالمتناقض وغيره بعد حديثه عن هذا الموضوع مما جعلني أكتب هذا المقال .
الرجل تحدث عن موضوع المخلوقات الفضائية و (احتمالية) وجودها في الكون ، أي أنه لم يجزم بوجودها ولم ينفي عدم وجودها ! .
واستشهد بكلام كثير من العلماء والمفكرين المسلمين الذين استشهدوا بآيات من القرآن الكريم مثل الدكتور عدنان إبراهيم و الدكتور مصطفى محمود والكاتب فهد عامر الأحمدي وغيرهم .
يقول الله تعالى :
(( ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة )) .
وهذه الآية توضح وجود دواب في السموات والعرب لا تستخدم كلمة دواب إلا على شيء يدب على الأرض !
ومن يقول بأن المقصود بالدواب في هذه الآية الملائكة لما فرق الله تعالى بين الدواب والملائكة في قوله :
(( ولله يسجد مافي السموات وما في الأرض من دابة والملائكة )) .
واستشهد أيضاً بكلام العلماء والمفكرين اليهود والنصارى وحتى الملحدين الذين يصعب جداً إقناعهم دائماً في أي موضوع إلا بدليل مادي ! .
مثل العالم الفيزيائي الشهير ستيفن هوكينغ والعالم الملحد الآخر ريتشارد دوكينز وغيرهم .
المضحك في الأمر أن من انتقد سلطان الموسى وانتقد كل العلماء والمفكرين في العالم المسلمين وغير المسلمين بنوا حديثهم من منطلق خاطىء أساساً ! حيث أنهم لم يفرقوا بين الفرضيات العلمية والمسائل الغيبية ! .
ولو عدنا إلى تعريف الفرضيات العلمية أو فرضيات البحث العلمي سنجد أنها : الفرضية الغير مثبتة إلى أن تثبت فتصبح نظرية إلى أن ترتقي فتصبح حقيقة علمية .
أما المسائل الغيبية فهي تندرج تحت مصطلح ( الميتافيزيقيات ) أو الميتافيزيقية التي هي علم ما وراء الطبيعة أو ما يسمى بـ الماورائيات ، واحتمالية وجود المخلوقات الفضائية في الكون مسألة غيبية وليست فرضية علمية ! .
ثقافة النقد لدينا تحتاج إلى (غربلة) في الفكر حيث أن هناك عينات كثيرة في مجتمعنا يبحثون ويتطقصون ويقرأون ويحللون ثم يستنتجون قبل أن ينتقدون (ماشاء الله عليهم ! ) .
لذلك أرجوا من هؤلاء الفئة ( بسم الله عليهم ) التخفيف من كمية القراءة والبحث والتقصي قبل النقد حتى لا نصبح مجتمعاً ( مدرعماً ! ) .
وأسمح لي يا سلطان الموسى أن أنضم لك ولكل من (لا ينفي ) وجود المخلوقات الفضائية في الكون ، فالله تعالى يقول في سورة الإسراء :
( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ) .
وسلامتكم .
[CENTER]هشام الجطيل – الرياض
@Writer_Hisham[/CENTER]