تعدّ المدرسة أحد المناجم أو المصانع التي تكتشف العقول المبتكرة من الطلاب، وتبرز ما يتميزون به من المواهب والمهارات، بل وتقدم الرعاية اللازمة لهم، وتوجههم لاستثمار ما لديهم من قدرات ابتكاريه بشكل يعود بالفوائد الجمة على الطالب والمجتمع والدولة معاً، وفي هذا الصدد يذكر صبحي (2006م، ص231) أن المدرسة هي المكان الأنسب لبناء طاقاتنا البشرية، وهي مصانع الحاضر، وفيها يصنع المستقبل.
وقد شهدت السنوات الماضية اتجاهاً إيجابياً جديداً في الإدارة المدرسية، فلم تعد مجرد تسيير شؤون المدرسة بشكل روتيني، ولم يعد هدف قائد المدرسة مجرد المحافظة على النظام في مدرسته والتأكد من سير المدرسة وفق الجدول الموضوع وحصر حضور وغياب الطلاب والعمل على استيعابهم للمواد الدراسية بل أصبح محور العمل في هذه الإدارة يدور حول الطالب وحول توفير كل الظروف والإمكانيات التي تساعد على تعزيز التواصل بين المدرسة والأسرة والتي تعمل على تحسين العملية التربوية لتحقيق هذا الاتصال.
وقد فرض الواقع الحالي ذلك الدور الذي يختلف عما كانت عليه المدرسة سابقاً، حيث كانت المدرسة معزولة عن الوسط الذي تعيش فيه لا تربطها بالبيئات التي حولها أي رابط مادي أو اجتماعي وتقتصر مهمتها ضمن حدود الكتاب المدرسي، ولا تعني بما يجري في البيئة من أوجه نشاط، ولا يهمها دراسة أسباب تصرفات تلاميذها، وسلوكهم وظروف
بيئاتهم، وما يواجهون من مشكلات يومية، وكان الآباء ينظرون إلى المدرسة وكأنها دائرة إدارية لا يجوز التدخل في شؤونها. (المنذري، 2002م)
كما يشهد التعليم في المملكة العربية السعودية نقلة نوعية وكمية ملحوظة بقصد بناء مجتمع المعرفة ومسايرة الاتجاهات الحديثة في التربية والتعليم، إلا أن الواقع والدراسات الميدانية تشير إلى أن أدوار الإدارة المدرسية تتركز فقط في الضبط وحصر حضور الطلاب وإدخالهم في فصول مكتظة، ومتابعة تطبيق المناهج المقررة واللوائح والقرارات الصادرة لها من الإدارة التعليمية فقط، كما تشير إلى أن عناصر النظام المدرسي لا تعمل بطريقة تعاونية وتراكمية وتكاملية، وذلك فيما يخص تعزيز التواصل مع الأسرة، حيث أصبح هذا الدور من العوامل التي أدت إلى بيئة غير مهيأة للاطمئنان على مستوى الطالب في المدرسة.
وكما هو معلوم أن نجاح الإدارة المدرسية مرهون بعزيز التواصل بينها وبين أولياء الأمور باعتبارهم الشريك الآخر و لضمان نجاح العملية التعليمية ، ولتضييق الفجوة بينهما.
ولذلك تتمثل أهمية دور الإدارة المدرسية في عدة نقاط حسب نتائج دراسات أجريت نورد بعضا منها:
1. لابد من تعميق جـسور التواصل والثقة بين المدرسة والمجتمع من خلال مراكز أندية الحي ومجالس الآباء.
2. يعرّف أولياء الأمور والمجتمع بدور المدرسة المهم، وطبيعة الخدمات التي تقدمها للطلبة والمجتمع، وتعريفهم كذلك بالنظم التربوية المتبعة في المدرسة.
3. العمل على تنمية المجتمع والمساهمة في حل مشكلاته.
4. لابد من إزالة المعوقات التي تحول بين المدرسة والمجتمع.
5. توعية المجتمع بأهمية التواصل مع المدرسة لما له من اثر ايجابي ينعكس على العملية التعليمية.
تركي بن علي الميمان
ادارة وتخطيط تربوي