هل غادر الشعراء من متردم .. قالها الشاعر الجاهلي يشكو قلة حرفه ، وعجز يراعه ، وخور بيانه ، في وصف محبوبته ، حيث لم يترك الشعراء له حرفا او معنى او تركيبا الا وطرقوه ، وأنا اليوم اقف لست بعيدا من عجزه وضعفه وخوره ، فماذا عساني اقول او اكتب او أخط .
عامان من الثبات والتألق والعزة والرفعة والمنعة والشموخ والدلال والتبختر والصبر والكرم والاكرام والبذل والعطاء ، الى الاف الصفات الكريمة لهذه الارض الكريمة التي أعزها الله وحماها لتكون محضن الحرمين الشريفين ، يشرف بخدمتهما الصغير والكبير ، شرفها الله بكعبته وبمسجد نبيه . حتى تكون قبلة للمسلمين في كل بقاع الأرض ، وتكون شامة في التاريخ الاسلامي منذ بزغت شمس الحق والنبوة والعدالة .
بلادي .. وطني .. أرضي .. موئلي .. فخري .. قالوا قديما أن الحب أعمى ، وأن المحب لا يبصر عيب محبوبته ، لكنني لست أعمى ، وموطني ليس معابا ، يحبه كل من عرفه ، أو زاره ، أو استنشق هواءه ، او وطأ ثراه ، احبه المسلم وغير المسلم ، العربي والأعجمي ، القريب والبعيد ، ومن يلوم محبا سبح في بحر محبوبه .
وطني الحبيب .. كل عام وانت بخير ، كل عام وأنت ثابت في وجه رياح العابثين ، يحميك الله سبحانه ، ويحميك بعده جند مخلصون بايعوا ولي أمرهم على السمع والطاعة ، في السلم والحرب ، والمنشط والمكره ، لا تغيرهم الضغوط ، ولا تغريهم المغريات ، فابق ياوطني سالما يحفظك المولى النصير .
كلما هبت نسائم الوطن ، تذكرت ملكا مؤمنا صالحا حكم شرع ربه ، تزينه عقيدته الراسخة ، اللهم احفظه وارزقه البطانة الصالحة الناصحة .
سعود الضحوك
إعلامي وتربوي
Saud_51@