خلال الأسبوع الماضي كنت في زيارة إلى الأردن الهدف منها رؤية أحد عجائب الدنيا الحديثة البتراء (المدينة الوردية) إضافةً إلى اكتشاف بعض الأماكن السياحية فكان أفضل خيار استئجار سيارة خاصة مما جعلني أتجول في محافظات الأردن بكل أريحية من جنوبها إلى شماله ومن شرقها إلى غربها فإذا توقفت في أحد إستراحات الطريق تجد الإبتسامة الصادقة لكل من قابلت ، وفي حال التبس علي دليل خرائط جوجل وسألت وجدت من يدلني على الطريق وقبلها كلمة تفضل معنا ، وعند المرور على القرى والتصوير يجتمعون الأطفال حولي من باب الفضول دون مضايقات كما يحدث في بعض الدول ، أما إذا أوقفت من رجال الأمن يتأكدون من الرخص فقط كإجراء أمني روتيني دون أي ابتزاز ومواقف كثيرة أعطتني انطباع رائع عن حكومة وشعب الأردن من صفات مميزة.
هذه المقدمة لا تفسد ما قام به أحد المطاعم المشهورة في عمّان عندما قررت الذهاب إليه بعد التوصية من صديق وعند وقت العشاء تواجدت أمام المطعم كان شكله الخارجي يوحي لك بأنه مطعم فخم وكان مميز بتصميمه الخارجي وجميع زواره من أصحاب السيارات الفارهة والطبقة المخملية .
فعندها فتحت الباب ودخلت على استحياء سألت الموظف الواقف بجانب الباب هل يوجد مكان لشخص واحد؟ فأجابني أنتظر قليلاً فبدأ يتشاور مع صديقة والناس يتوافدون على المطعم وكل من يدخل يكون في محل ترحيب من موظفي الاستقبال بشكل مبالغ فيه إلا أنا كنت أنتظر وأراقب الداخلين .
وبعد دقائق من الانتظار كان الرد المتوقع نعتذر منك لا يوجد لك مكان فلم أناقش الموظف على الطاولات الفارغة فقد يكون عذره بأن هذا شخص واحد ويأخذ مكان أربع أشخاص إضافةً إلى مظهري غير المناسبة لدخول هذا المكان بعدم ارتداء الملابس الرسمية لا تشجع على دخوله .
وفي اليوم التالي بحثت في تويتر عن حساب لوزارة السياحة الأردنية فوجدت حساب أمين عام وزارة السياحة والآثار الأردنية / الأستاذ. عيسى قموه وأرسلت إليه ما حدث معي فبعد نصف ساعة من رسالتي إليه أتى الرد سريعاً بتغريدتين كان نصهما (دائماً مرحب فيك ببلدك الأردن، أرجو تزويدي بمعلومات أكثر حتى يتسنى لي متابعة الموضوع شخصياً. شكراً لك ولاهتمامك) (أرجو تزويدي برقم هاتف إذا أمكن برسالة حتى أتمكن من الاتصال بك وهذه دعوة مني شخصياً لك للمطعم وسأكون بمعيتك حينها) .
ولأن رحلة العودة إلى السعودية في اليوم التالي لم أستطع تلبية دعوة أمين السياحة ولا مقابلته بالرغم من إصراره على مقابلتي والتعرف علي شخصياً ، وقد يرى البعض بأني على خطأ لعدم الحجز فكلام الأمين كان واضح لا يقبل رفض دخول أي شخص خاصة أنه ضيف من خارج الأردن إلا إذا كان المطعم مغلق.
ما يستفاد من هذا المقال
أولاً : أشكر فيه أمين عام وزارة السياحة والآثار الأردنية / الأستاذ. عيسى قموه على اتصاله واعتذاره ودعوته لي في مكتبه بالوزارة .
ثانياً : في حال تعرضك لأي موقف سيء عليك التواصل مع سفارة بلدك أو وزارة السياحة في البلد المتواجد فيه.
ثالثاً : لا يحق لأي مطعم رفض دخولك إلا في حالة كان مغلق .
رابعاً : تنمية مهارات موظف الاستقبال تعطي انطباع أولي جيد عن المنظمة سواءً كان مطعم أو شركة أو مؤسسة ..... وغيرها .
أما إذا كان يهمك ماذا أكلت في تلك الليلة ؟ شاورما لحم
بقلم
سعد بن سليمان الفريخ
التعليقات 2
2 pings
Munira
11/07/2017 في 1:37 ص[3] رابط التعليق
اعجبتني المقالة
كان عنوان المقالة شيّق
الموضوع غير مبتذل ولا تقليدي
الطرح رائع
شكرا لك..
(0)
(0)
سعد
12/07/2017 في 9:45 ص[3] رابط التعليق
شكراً على تعليقك
(0)
(0)