بداية دعونا نقر أن كثيراً من الانفعالات هي رجس من عمل الشيطان، وأن طباعك التي تتعلل بها وأن كانت عصية عليك تظل في دائرة سيطرتك وخصوصاً أنك تعلم أن مالات الأمور في الغضب لا تبشر بخير، إذاً ماذا أخذنا من معارك " كسر العظم" لإثبات الذات؟ وما هي المكتسبات الفعلية بعد أن نرد " الصاع صاعين ؟!" صدقوني أن أجوبتنا جميعاً سيسبقها شيء من التأتأة لأن القناعة الراسخة لا تستأذن صاحبها ستنطلق فوراً بعد أن يستثيرها أحد ، أظن أن فلسفة تكبير الدماغ باتت ضرورة حتمية ونحن نرى " عفاريت الإنس " يتخطف بعضهم بعضاً في كل مكان ولأتفه الأسباب ، لم أكن أتوقع يوماً أن أشاهد مشاجرة في الصباح الباكر وأرى كم هائل من " اللكمات " ينصب على محيا رجل خمسيني مغيرةً أشباهه ، الإنسانية تمر اليوم بمأزق حقيقي وعلينا جميعاً النهوض لأجل مساعدتها فليس من العقل ولا المنطق أن تتحول ملاسنة عابرة أو منافسة ما إلى معركة وجود ، تتلاشى فيها كثير من القيم الأصيلة والمبادئ النبيلة ، صحيح أن هناك عينة من البشر يعملون بالوكالة عن إبليس وأسلحتهم على تفاهتها إلى أنها من الممكن أن تحرفك عن مسارك الصحيح فتنشغل بهم عن ما هو أسمى لك ولحياتك ، لكن " كبر دماغك " يا أخي وتجاوز كثيراً من الفوضوية بهذه الفلسفة العظيمة فكم من ودٍ حُفظ بها وكم من رحمٍ لم يقطع بسببها وكم من أشياء بقيت في نصابها بممارستها ، نعم هي كفيلة بأن تفتح لك آفاقاً من السعادة وراحة البال بل والطمأنينة وأظن أن هذا طريقك إلى التصالح مع الذات ومع الناس وهذا الطريق كفيل بأن يوصلك إلى بوابة الاستمتاع بالحياة وأظنك بذلك قد بلغت شيئاً من نعيم الجنة قبل أوانه فلا شيء يوازي السعادة ومحبة الآخرين لك ، للأسف أن هناك من جعل من نفسه" مضرب تنس " ! كل ضربة تأتيه يريد أن يردها بأصعب مما جاءت به وهذه مصيبة وبابٌ للشر لربما تعذر عليك إغلاقه، دع بينك وبين المخطئ مسافة ولو من صمت لعله يراجع نفسه فيها ولربما اعتذر أو تبين له شيء قد غفل عنه، المهم أن لا تبحث عن قدرك في الصغائر فأنت بذلك تصغر نفسك شئت أم أبيت وأن لا تركض خلف مسيء عابر فلا تعلم ما هو به من حال " كبر دماغك " وامضي فالحياة قصيرة جداً.
همسة:
المنكر لا ينكره منكر مثله عليك أن تعي ذلك جيداً.
الكاتب: عبدالرحمن بن عبدالله الشدي