كشف تقرير أعدته عتاب نور ونشرته مجلة سيدتي عن قصص السعوديات مع سائقي الأجرة في المملكة وما يحدث بينهم داخل المركبة.
تقول عتاب نور معدة هذا التقرير: مع انفتاح المجتمع السعودي، وخروج النساء فيه للعمل، وازدياد ثقتهنّ بأنفسهنّ؛ أصبح تنقُّل المرأة السعودية بسيارة الأجرة أمراً اعتياديّاً، خاصةً بعد انتشار شركات سيارات الأجرة الفارهة وتنافسها على تقديم خدمات مميزة. لكنّ البعض لا يزالون يعتبرون هذا الأمر مغامرةً محفوفة بالمخاطر؛ لِمَا يمكن أن تتعرض له المرأة من تحَرُّش، أو خطف في أسوأ الأحوال؛ مفضِّلين الاستعانة بسائق خاص للأسرة.التقرير يمثل طرفي العلاقة في هذا الموضوع؛ هما: سيدات، وسائقو أجرة.. وتعرَّفت على الرأي الاجتماعي المتخصص.
تقول آلاء السليماني: «أثناء فترة تدريبي في مستشفى فهد العام، اضطررت للاستعانة بسائقي الأجرة، وأذكر منهم سائقاً صادفته أكثر من مرة، وكان يسألني دوماً عن عملي وعمري وحالتي الاجتماعية؛ فأتجاهل أسئلته، وأفضل الصمت! وعندما ضجرت منه أخيراً، خيّرته إمّا أن يصمت، أو يتركني أغادر السيارة، فسارع إلى الاعتذار».
فيما ترى سلمى علي، فنية مختبرات طبية في مجموعة الدكتور سليمان الحبيب، أنّ استخدام «التاكسي» ضرورة لابد منها، وعلى المرأة أن تتعلم كيفية التصرف إذا شعرت بسلوك غريب من السائق؛ كأن تُصوِّر لوحته الموجودة داخل السيارة وترسلها لأي شخص.. وإن اضطرَّت، فعليها استخدام وسائل دفاعية؛ كفرشاة الشعر، أو مبرد الأظافر، أو حتى طرحة الرأس. وفق “أخبار 24”.
نورة سعود، موظفة في شركة خاصة، تقول عن تجربتها: «اضطررت مرة إلى استخدام سيارة أجرة للذهاب إلى عملي، وطوال الطريق كان السائق يضايقني بنظراته المتكررة عبر المرايا! وحين وصلت، فاجأني بسؤال وقح: ألا تحتاجين إلى صديق؟! فقذفت له المال، وزجَرْتُه: احترم نفسك! وترجَّلتُ من السيارة».
وتفضل رحاب إبراهيم مرداد، مدير عام شركة علاقات عامة، التنقل عبر سائقها الخاص؛ ما يتيح لها حرية التنقل في أي مكان أو وقت، وترى أنّ التكنولوجيا الحديثة وفّرت للنساء إمكانية طلب «تاكسي» عبر التطبيقات الذكية؛ وهو ما يغنيهنّ عن الانتظار في الشارع، فضلاً عن شعورهنّ بالأمان؛ لأنّ السيارة والسائق مراقبان
من قبل الشركة.
ومن أحرج المواقف التي قد يواجهها سائقو سيارات الأجرة؛ هو ما تعرض له سمير علي عندما اصطحب أمّاً وابنتها التي داهمتها آلام مخاض الولادة إلى المستشفى. وعند الوصول إلى المبنى، علا صراخ الابنة، فاستُدْعِيت طبيبة من المستشفى للإشراف على الابنة التي وضعت طفلها داخل سيارة الليموزين التي تحولت إلى غرفة ولادة.
بينما يقول، محمد شاوة، سائق باكستاني: «أكثر ما يضايقني هو عدم معرفة النساء بوصف الطرق، فأحياناً تقول لي الواحدة منهنّ: خذ يميناً، وهي تقصد يساراً! ثم تطلب مني الرجوع من بداية الطريق ليتكرر ذات المشهد وهي تظهر غضبها وتتهمني بعدم المعرفة».
ويقول عبد الكريم، سعودي ويعمل سائق أجرة بحثاً عن دخل إضافي: «على السائق أن يكون ملمِّاً بكل تفاصيل المهنة التي يزاولها، ودبلوماسياً في تعامله، كما عليه أن يعكس صورةً طيبةً عن بلده. وقد بدأ السائق السعودي بنيل ثقة العملاء، والنساء تحديداً».
تشير الاختصاصية الاجتماعية سلوى العريكان إلى أنّ التحولات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع السعودي، وما رافقها من زيادة ثقة المرأة السعودية بنفسها، جعلت السعوديات أكثر جرأةً في استخدام سيارات الأجرة. أما الأخبار المتناقَلَة حول تعرُّض سيدات للخطف والإيذاء؛ فهي تتحدّث عن حالات فردية، أو حتى قد تكون شائعات يتم تناقلها من دون التأكد من صحتها.