تقــول أراكَ مهمــومًا حــزينا
وصـــوتُكَ لم يكــن إلا أنيــنا
ودمعُكَ بات في الخدين يجري
كأن لـه بعينـــيك المَعـــينا
فقلت لهــا نَعَـمْ إني حـزينٌ
وكلُّ دريهمٍ أضحى حــزينا
ففَقْــدُ حبيـــبنا زيدٍ أليــمٌ
وأورثَنــا أسًى مُــرًّا دفيـــنا
وباتَ الخرجُ محزونًا عليه
وبالدعــوات بِتْنا ضارعينا
فقد كان الفقيدُ مثالَ نُبْلٍ
وفَضْــلٍ للندى ركنًا ركينا
وحين تَحَــارُ أذهانٌ يُجَلِّي
بحكمتِهِ لنا الرأيَ الرزينا
ويغمُـــرُنا إذا جِئْنــا إليهِ
بِبِشْـرٍ يبعــثُ الآمـالَ فينا
وحول نَداهُ يَجْمعُنا بلُطْفٍ
ويُخْفِي هَمَّــهُ صبرًا متينا
فيـا ربّـــاه أكرِمْـــهُ وهَيِّئْ
من الفردوسِ مسكنَهُ الأمينا
ونضِّـرْ وجهَــهُ واجبــرْ قلوبًا
حَـــزَانَىٰ يـا إلــهَ العـــالمينا
ولن ننسى حبيبَ الكلِّ زيدًا
سنـذكرُهُ بخــيرٍ مــا حَيِيـــنا
ويــا ربّــاهُ مَــأْمَلُـــنا اجتمـاعٌ
على حوضِ الرسولِ إذا ظَمِينا
وفي فردوسِكَ الأعلى نُرَجّي
مقـاما في مقــام الصالحينا