تتصدر المملكة دول العالم في إنتاج المياه المحلاة، ولا تزال المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تحافظ على مكانتها كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، وتواصل مؤسسات الدولة العمل في هذا المجال لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتطلعات القيادة الرشيدة.

وقبل أيام دخلت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في المملكة موسوعة “جينيس”، بعدما حققت رقمًا قياسيًا عالميًا من خلال إنشاء محطة تحلية هي الأقل استهلاكًا للطاقة في العالم.

الأرقام القياسية التي تنجزها المملكة في مجال تحلية المياه، لم تتوقف عند هذا الحد، حيث أعلنت شركة البحر الأحمر للتطوير اليوم (الإثنين)، وبالتعاون مع شركة “سورس جلوبال بي بي سي”، تحقيق إنجاز غير مسبوق في مجال المياه المعبأة، لتصبح أول وجهةٍ في العالم تقدم مياه معبأة مستخلصة بالكامل من أشعة الشمس والهواء.

المياه

وسيتم إنتاج المياه بالاعتماد على تكنولوجيا تعمل بالطاقة الشمسية، من خلال استخلاص بخار المياه العذبة من الهواء وتحوله إلى مياه معدنية صالحة للشرب، ومن ثمّ يتم تعبئة المياه التي تنتجها الألواح الهيدروجينية ضمن محطة تعمل أيضاً بالطاقة الشمسية وتُعدّ الأكبر من نوعها، حيث تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 مليون قارورة بسعة 330 مل سنوياً، وستنتج بدايةً 300.000 قارورة كل عام.

المياه

وتعتمد المملكة على ثلاثة مصادر أساسية للمياه، تتنوع بين المياه الجوفية، ومياه البحر المحلاة، والمياه المعاد تدويرها والتي تستخدم عادة لتوليد الطاقة.

تاريخ تحلية المياه في المملكة

يعود تاريخ أول عملية تحلية مياه في المملكة لعام 1928م، عندما وجه الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بإنشاء وحدتي تكثيف لتقطير مياه البحر الأحمر باسم “الكنداسة”، لتزويد محافظة جدة بالمزيد من ‌مياه الشرب، وأسهمت هذه الأجهزة في تأمين احتياجات قوافل الحجيج والمعتمرين ومدينة جدة من مياه الشرب.

المياه

وكانت هذه الخطوة، الأولى من نوعها لاستخدام تحلية مياه البحر كأسلوب علمي متطور لتدعيم مصادر المياه الطبيعية في المملكة.

مع ازدياد الطلب على المياه نتيجة لعوامل عدة أبرزها زيادة السكان والتقدم الحضاري والاقتصادي والصناعي، كانت الحاجة ماسة للتوسعة في تحلية المياه المالحة على أسس علمية ومدروسة، فكان الاتجاه نحو إنشاء محطات لتحلية المياه، والاستفادة منها في توليد الطاقة الكهربائية على ساحلي البحر الأحمر والخليج العربي وكان ذلك عام 1965.

وبدأت مراحل التحلية في محافظتي الوجه وضباء على ساحل البحر الأحمر عام 1970، بطاقة إنتاجية بلغت 60 ألف جالون ماء يوميا لكل محطة، وفي العام التالي أُنشئت في محافظة جدة المرحلة الأولى بطاقة إنتاجية قدرها 5 ملايين جالون ماء يوميًا و50‌ ميجاواط كهرباء.

وصدر عام 1974م مرسوم ملكي بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، لتتولى تدشين محطات أحادية الغرض لإنتاج المياه المحلاة فقط، أو ثنائية الغرض لإنتاج الماء والكهرباء.

المياه

وأنفقت الدولة مليارات الريالات لإنشاء محطات تحلية على البحر الأحمر والخليج العربي، ولم تقتصر خدمات المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على إمداد المدن الساحلية بالمياه العذبة، وإنما تعدت ذلك إلى تزويد عدد من المدن والمناطق الداخلية بالمملكة، والتي تتمتع بكثافة سكانية عالية، وتعاني نقصا في المياه الصالحة للشرب.

المياه

وفق “أخبار 24”.