‏هناك شخصيات غيّرت مجرى التاريخ، وصنعت أحداثًا أحدثت بها فارقاً، لا زالت تذكر حتى الآن، الأب المؤسس للدولة السعودية الإمام محمد بن سعود هو أحد أهم تلك الشخصيات.

‏قبل أكثر من ثلاثة قرون حينما شرع الإمام محمد بن سعود في تأسيس الدولة السعودية، كانت الجزيرة العربية تعيش في تفكُّك وانعدام للأمن والسلام، وتناحُر بين القبائل المحلية؛ ليتحقق بهذا التأسيس الأمنُ والاستقرار والوحدة، ويستمرّ البناء والتنمية والتوحيد.

‏وهذا الأمر هو الذي جعل الإمام محمد بن سعود شخصية عظيمة فهو الأب المؤسس لهذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية، ولمعرفة أكثر عن شخصيته تحدث الدكتور سعود بن سعد القحطاني أستاذ التاريخ الحديث المشارك بجامعة الملك سعود لـ”أخبار 24″ عن شخصيته وأبرز أعماله.

‏عن حياة الإمام

‏قال الدكتور القحطاني: “الإمـام محمـد بـن سـعود الذي وُلد عـام (1090هــ ) (1679م) ونشــأ وترعــرع فــي “الدرعيــة” واســتفاد مــن التجربــة التــي خاضهـا فـي شـبابه حيـن عمـل إلـى جانـب والـده فـي ترتيـب أوضـاع الإمـارة، وهو الأمر الذي أكسبه الخبرات السياسية.

‏وأضاف تميز الإمام محمد بن سعود بكثير من الصّفات منها الشجاعة، والفروسية، والحكمة، والتدين، وهذه الصفات التي ساعدته على قيادة الحكم، وإدارة البلاد.
‏وأشار إلى أن الإمام محمد بن سعود كان حاكما حكيماً، تربى في بيت عزّ، وإمارة، وتعلم طرق السياسة، التي جعلته قادرا على التعامل مع الظروف المحيطة، والتحدِّيَات التي واجهته، وأيضاَ القدرة على التعامل مع الإمارات المجاورة في ذلك الوقت، لاستتباب الأمن، والمحافظة على استقرار المنطقة.

‏تأسيس الدولة

‏يقول الدكتور سعود:” تم تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود وذلك في منتصف عام 1139هـ، فبراير 1727م، ومر تأسيس الدولة السعودية الأولى بمرحلتين، امتدت المرحلة الأولى من عام 1727م إلى عام 1745م، وحقق الإمام خلال هذه المرحلة عدّة إنجازات أبرزها توحيد شطرَي الدرعية، حيث كانت تحكم الدرعية من الجهتين واستطاع الإمام محمد بن سعود توحيدها وأن يحكمها كدولة واحدة، وتقوية مجتمع الدرعية والاهتمام بها من النواحي الاقتصادية، وكذلك بناء حيّ الطرفية وهو جديد واستطاع أن ينقل الحكم إليه، وأيضا تميزت هذه المرحة بالاستقرار السياسي للدرعية حيث لا تتبع الدرعية أي قوة إقليمية أو عالمية فقد كانت مستقلة استقلالاً تاماً.

‏سور الدرعية

‏ويضيف الدكتور سعود: “عمل الإمام محمد بن سعود خلال هذه الفترة على بناء سور يحيط بالدرعية وذلك لحمايتها من أي خطر خارجي أو أي عدوان من الممكن أن يقضي على الدولة الناشئة”. وفق “أخبار 24”.

‏توحيد نجد

‏وفي المرحلة الثانية من مراحل تأسيس الدولة السعودية التي تبدأ من عام 1746م إلى عام1765م، تميزت هذه الفترة ببداية الأعمال العسكرية لتوحيد الدولة، وكان الإمام محمد بن سعود هو مَن يقود تلك العمليات، حيث استطاع توحيد معظم مناطق نجد خلال تلك الفترة، ووصول أخبار هذه الدولة الناشئة إلى أماكن متفرقة من الجزيرة العربية، وعمل الإمام محمد بن سعود على تأمين طرق الحج والتجارة حتى أصبحت في ذلك الوقت منطقة نجد منطقة آمنة.

‏حماية الحدود

‏كما امتازت هذه المرحلة بأن استطاعت الدولة السعودية التصدي للعديد من الهجمات التي كانت تحاول أن تقضي على الدولة في بداية نشأتها، ولكن الدولة استطاعت أن تحمي حدودها من تلك الهجمات.