كثيراً ما تعلمت من السفر بعض العادات والتقاليد والثقافات الغريبة علينا في عدة دول مختلفة ففي قرغيزستان لازال يمارسون في بعض القرى الزواج بالخطف أما في جورجيا إذا كنت ضيف عند عائلة أو صديق جورجي عليك الحذر من المشروبات التي ستقدم إليك لأن أكرام الضيف لديهم يكون بتقدم (النبيذ) فهو بمثابة القهوة لدينا وفي أثيوبيا ستلاحظ كثرة جلسات القات.... وغيرها من الأمور العجيبة .
أما أكثر ما شدني خلال رحلتي الأخيرة إلى السودان هو النوم في بعض المطاعم وكانت لي تجربة ممتعة بالنوم في أحد مطاعم سوق قندهار وسمي بذلك لقربة من جبال شبيهة بجبال قندهار في أفغانستان ويبعد 40 كم عن العاصمة الخرطوم باتجاه الجنوب بالقرب من أم درمان ويعتبر من أبرز المعالم السياحية بالرغم أن السوق يباع فيه جميع أنواع المواشي إلا أنه يتميز بكثرة المطاعم المبنية من حديد الزنك وأرضية ترابية حيث أن من يملكها ويقوم بإدارتها هم النساء والغريب أن هذه المطاعم لا يوجد بها كراسي بل أسرة تسمى (العنقريب) : وهو سرير يصنع من خشب أشجار السنط وينسج بالحبال وسيور .
فعند اختيار وجبتك والتي بالعادة تكون من اللحم المشوي الطازج مع سلطة الدكوة (فول سوداني) عليك بالاستلقاء على العنقريب حتى يجهز الطلب وبعد الانتهاء من أكل هذه الوجبة الدسمة يقدم لك مشروب الغوباش: (مشروب غازي مع زبادي، وفي الأغلب يكون المشروب سفن آب) أما المشروب الثاني فهو الشربوت: (تمر مع زنجبيل وقرفة وخولنجان وهيل) وجميعها تساعد على الهضم ولكن بعد شربها ستصاب بالخمول مما يجعلك تكمل الاستلقاء على العنقريب والنوم من ساعة إلى ساعتين حتى تستعيد نشاطك .
أما سبب تسمية السرير بالعنقريب فهناك قولان الأول نسبة إلى العقرب إذ أن هذا النوع من الأسرة لا تطاله العقارب أما القول الثاني وهو الأرجح بأن أسمه تم اشتقاقه من الكلمة النوبية (انقري) والتي تعني سرير.
على أي حال ، قد لا يهمك بأن تقوم بتجربة النوم في مطعم لكن بالتأكيد يهمك معرفة أن سعر المواشي في السودان يعتبر رخيص جداً مما جعل وجبة اللحم المشوي الطازج تبدأ من 24 ريال وهذا بسبب أن السودان يمتلك أكثر من 103 ملايين رأس من الماشية متصدراً بذلك البلدان الأفريقية والعربية ويمتلك 25% من ثروة الإبل في العالم .
بقلم
سعد بن سليمان الفريخ