في يوم كان بدايته الجد والإخلاص والتفاني في تنفيذ الأمانة الموكلة إليه ، عَزم ذلك الأمير المخلص منذ ساعات الصباح في الذهاب للإستطلاع والوقوف على كل أمرٍ أوكلت أمانته على عاتقه من سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله ، مصطحباً معه جميع من له إختصاص من الجهات المختصة مؤدياً عمله بإخلاص وصدق ومستعيناً بالله تعالىٰ ومخافةً من الله سبحانه فيما أدى القسم عليه أمام قائد الأمة ، ذاكراً في الليلة التي قبل ذلك اليوم جمال مدينة أبها التي لها باع طويل في التاريخ ، المنطقة التي ما إن تم تعيينه فيها نائباً لأميرها المحبوب إلا وبعد حضوره الآمع لها إرتبط حبه بأهلها وأرضها ، شاغلاً باله وباذلاً في قضاء وقته من أجل راحة ساكنيها ملتمساً فيها أمور من أوجعته هموم الدنيا ، كان أخاً للصغير صديقاً لمن يتساوى معه في العمر محترماً ومقدراً لمن يكبره سناً ، والذي كان سموه عندما يعطي قوله لا يبرهنها إلا بالأفعال الأمر الذي جعل منه جزءاً لا يتجزأ من سبب محبة أهل منطقة عسير له ، وعند حلول مساء ذلك اليوم أقبل ذلك الإنسان ورفاقه في طريق عودتهم بعد قضاء أعمالهم الموكلة إليهم والتي مما لا شك فيه أن من أمثالهم بكل تأكيد كانوا يتمنون بأن ذلك اليوم لم ينتهي إلا وقد قضوا على كل أمرٍ فيه خدمة للمصلحة العامة ومواطني المنطقة ولكن القدر الذي لا إعتراض فيه كان السباق ليختارهم بإكمال يومهم ضيوفاً عند الرحمن سبحانه وتعالى ، ليعم مساء ذلك اليوم الحزن ليس إعتراضاً على حكم الله ولكن حزناً على فراقهم ، لينتشر في منطقة عسير والمملكة بأكملها الهدوء الحزين الممزوج بالدعاء بأن يتقبلهم المولى في عداد الشهداء بما كانوا يقومون بعمله خدمةً للدين ثم المليك والوطن ، وأن يغفر لهم ويسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة ، وأن يلهم أهلهم وذويهم ومحبيهم الصبر والسلوان وأن يبدل الحزن في قلوب ذويهم إلى دعاء ينعمون فيه عند المولى عز وجل ، فإلى جنات الخلد يا أبا مقرن أنت ورفاقك الأوفياء ، وتعازينا لوالدنا خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله ولسمو ولي عهده الأمين - يحفظه الله ولصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله ولكافة الأسرة المالكة وللشعب السعودي كافةً ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .
ماجد العلكمي
رئيس تحرير صحيفة قضايا