في عهد التطور والنماء في يوم الثلاثاء 25 سبتمبر 2018م دشّن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله أكبر مشروع أحدث نقلة نوعية في قطاع النقل. المشروع الذي له دوره الاقتصادي والتنموي كما أنه يعتبر أحد العناصر الهامة في برنامج توسعة شبكة الخطوط الحديدية في المملكة وهو مشروع قطار الحرمين السريع.
يبلغ طول مسار هذا القطار 450كلم، يربط مكة المكرمة بالمدينة المنورة مرورًا بجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية وتبلغ سرعته 300كلم/الساعة لتكون المسافة بين المدينتين المقدستين ساعتين ونصف فقط وذلك بطاقة استيعابية تبلغ 60 مليون راكب سنويًا.
ويتضمن مسار القطار خمس محطات تم تجهيزها بجميع المرافق والخدمات وكامل وسائل الراحة والرفاهية والبوابات الالكترونية وأجهزة بيع التذاكر آليًا بجانب إمكانية حجز التذاكر عن طريق الانترنت.
إن الانعكاسات لهذا المشروع الضخم على اقتصاد المملكة لاشك انها ايجابية وجوهرية وتتمثل في أوجه عديدة من اهمها:
أولًا: زيادة دخل القطاع السياحي: يعتبر القطاع السياحي اليوم احد أهم القطاعات الاقتصادية في العالم والتي تلعب دورًا بارزًا في تنمية اقتصاديات الدول. فالكثير من الدول حول العالم تعتمد على السياحة كمصدر مهم ورئيس من مصادر الدخل الوطني فنجد انها من هذا القطاع تستطيع الحصول على مدخولات سنوية كبيرة وهذا له شأنه الكبير في اقتصادياتها، كما يُعد من أبرز القطاعات المهيأة لتحدث تغييرً كبيرًا في وجه الاقتصاد الوطني واحداث التنوع الاقتصادي لما يتميز به من مقدرة على اعطاء قيمه مضافه حقيقية ومجال فسيح للاستثمارات المحلية والدولية.
وبتزامن تدشين مشروع قطار الحرمين مع تنفيذ اهداف رؤية المملكة 2030 والتي ركزت في العديد من بنودها الى زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8ملايين الى 30مليون بحلول عام 2030 وتوفير وسائل الرفاهية وتسهيل الوصول للحرمين بكفاءة عالية ومعايير عالمية وطريقة آمنه، فمن الأهمية بمكان ان يشهد القطاع السياحي في المدينتين المقدستين تطورًا ملموسًا وملحوظًا خلال الفترة المقبلة والذي سيؤدي بطبيعة الحال الى زيادة دخل هذا القطاع.
ثانيًا: توظيف السواعد الوطنية: يساهم هذا المشروع في خلق فرص العمل حيث استطاع أن يوفر في بدايته 3 آلاف فرصة عمل للشباب السعودي فالقائم على هذا المشروع من تشغيل, وصيانة, وإدارة هي كوادر سعودية من ابناء وبنات هذا الوطن. وليس هذا فقط فإن تشغيل المحطات سيسهم في توفير فرص استثمارية وحراك تجاري وتنموي كبير يخلق معه فرص عمل متعددة.
ثالثًا: ترقية الخدمات اللوجستية: في ظل تطبيق رؤية السعودية 2030 وفي ظل التوسع في تطوير قطاع النقل سيسهم مشروع قطار الحرمين في توفير خدمات لوجستية تواكب هذا التطور الذي سيفتح فرصًا واعدة أمام الشركات المتخصصة في المجال، لاسيما أن المملكة تمتلك مقومات نجاح الصناعة اللوجستية وذلك من خلال موقعها المثالي الذي يرشحها لتلعب دورًا رئيسيًا ومركزًا لوجستيًا رائدًا يربط القارات الثلاث لتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة والقدرة التنافسية وفق رؤية المملكة.
رابعًا: زيادة جاذبية منطقة مكة والمدينة المنورة للاستثمارات الاجنبية المباشرة: تمثل المملكة العربية السعودية اليوم بما يحصل من تغيير مذهل أحد أفضل مناطق جذب الاستثمارات الأجنبية فالالتزام القوي تجاه هذه الإصلاحات وخاصةً الاقتصادية يغري الكثير من المستثمرين الأجانب بالقدوم الى المملكة واقتناص الفرص المتاحة, ولأن ضعف البنية التحتية وعملية النقل تشكّل واحدة من أهم معوقات الاستثمار الاجنبي المباشر فإن التغير والتطور الكبير في قطاع النقل متمثلًا بقطار الحرمين سيكون محرك مهم لجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة لمنطقة مكة والمدينة.
بقلم
دلال الدوسري