الإسلام دين الفطرة جاء صالحاََ لكل زمان و مكان، فهو دين عقيدة و شريعة و تهذيب، يعالج شؤون الحياة كلها...
لقد أقرّ دين الإسلام ماتتطلبه الفطرة البشرية ...
الإسلام ذلك الدين الذي بهر قلوب المعاندين من قريش و فتن عقولهم حتى قال زعيمهم ( الوليد بن المغيرة ) : والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة و إن اسفله لمغدق و إن أعلاه لمثمر ، مايقول هذا البشر ...
إنه الجمال الذي لفت سماع الجن اليه ( إنا سمعنا قرآناََ عجبا .. يهدي الى الرشد فأمنا به و لن نشرك بربنا احد )..
لقد راعى الإسلام جمال الحياة، و لعل من أهم خصائص الدين الإسلامي الوسطيه و الاعتدال، و التوازن و الشمول و العموم، فلم تغفل جانباََ على حساب آخر ...
فجمال الإسلام الحق هو الذي يكتسب هذا الطابع و يشمل باطن الإنسان و ظاهره و دنياه و آخرته ...
لم ينبهر العرب بملابس الرسول الكريم ولا بمطعمه ولا بمشربه ، لكنهم إنبهروا بعظيم أخلاقه و طيب سيرته و حسن أدبه ولين معاملته ، فحوّلهم من أمة ترعى الغنم إلى أمة تقود الأمم..
لقد تحدث الكثير من علماء الغرب عن عظمة الإسلام و جماله ومنهم من اعتنق الإسلام، نسوق بعضاََ من أقوالهم :-
قال أحدهم ( لقد قمت بدراسة القرآن الكريم، فأدركت أنه لا يحتوى على آية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث ...
و قال آخر عن اعجابه بالدين الإسلامي :- إن الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام كفيلة بتحقيق البناء الإجتماعي المتكامل، بما يجعل حياة الفرد و المجتمع في سعادة و رخاء و طمأنينه...
و قال أخر :- إن أساس الصلاة و العبادة بصورة عامة في الدين الإسلامي النظافة و الطهارة الحسية و المعنوية، وهذه هي إحدى خصائص هذا الدين العظيم..
ونختم هذه الشهادات بقول أحدهم ( إذا كان هذا هو الإسلام، ألا نكون جميعنا مسلمين ...
إن الإسلام هو دين العقل و المنطق.. لذلك نجد أن اول كلمه نزلت على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كلمة ( إقرأ )..
للأسف اكثر من شوّه صورة الإسلام هم المسلمون أنفسهم .. المسلم الذي يجب أن يسلم الناس من لسانه و يده، أصبح لايتورع عن الغش و السرقة و الكذب و التحايل على القانون ..
هذه الأمور التي شدد على رفضها الإسلام الجميل أصبحت عنوان مرحلتنا.. المسلمون الذين يفترض بهم أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس ..
يقول الداعية احمد ديدات رحمه الله :- أشرس أعداء الإسلام هو مسلم جاهل، متعصب لجهله، يشوه بأفعاله صورة الإسلام الحقيقى و يجهل العالم ، يظن أن هذا هو الإسلام .
إن مسؤولية إبراز جمال الإسلام و عظمته، مسؤولية الأمة الإسلامية أفراداََ وجماعات، فهي المؤتمنة على إيضاح الصورة الحقيقة لجمال الإسلام في سلوك حياتها و نمط معيشتها في مختلف جوانب الحياة ...
ختاماً :- الدين لايظهر في الركوع و السجود و الصيام فقط... الدين يظهر عند البيع و الشراء، وعند العقود و المواثيق، وعند مواجهة الناس في الطريق، و الاختلاط بالعالم ، و كل معاملات الحياة .
الإسلام كله عظمة وجمال، ومهما يحاول أحد أن يعدد محاسنه فلن يبلغ لذلك حد ..
وفقنا الله وياكم
محمد المعيقل
تويتر moikel_1