سأظل بعيداً عن كل النزاعات سأهرب منها كهروبي من الأسد لست جباناً إلى هذه الدرجة لكني أخذت كفايتي من كل المناكفات بألوانها حتى باتت تؤرقني وتطرد النوم من عينيَّ وتفقدني لذة الحياة ، قبح الله أهل الإنتقام والشقاق والباحثين عن الزلة كبحثهم عن طوق نجاة ، سبحان من في عدلة آيات للمعتبرين أنظر ياصديقي لمن أحب الإنتقام لاتفه الأسباب تجده فقد إنسانيته وشغف روحه الذي يفتش عن الجمال حتى في التفاصيل الصغيرة ذلك الشغف هو سر المتعة الذي لا يُقدر بثمن ، تراه لا هم له سوى البطش بمن يختلف معه لمجرد اختلاف او نقاش حاد او ممازحة عابرة من شأنها أن تشعل في صدرة ناراً يكاد دخانها أن يعمي عينيه ويرتكب مالا يحمد عقباه ، مارس العقل والحكمة مع مثل هؤلاء وكن بعيداً عنهم واحسب كلماتك معهم فلا مزاح ولا هزل واحذر حتى من كثرة الثناء عليهم فبعضهم قد وصل به الحال أن يفهم ذلك بأنك تستغفله او تستخف به فتتفاجأ به يوماً يفعل بك الافاعيل ، هذا كله لا تدعه يفقدك انسانيتك وحبك للآخرين ، ذلك داء قد حفظك الله منه .. فكن من الشاكرين ، وامضي قُدماً مهما طالك منهم ولا تلتف واجعل صدرك خالياً من كل شحناء ، وإن استنصرت فاستنصر بالله وحده دون سواه ، المهم أن لا تحرق ربيع صدرك وأن لا تخسر نفسك وأن لا يضيع عمرك وأن تتمنى أن ترى فلاناً في مضره أو مصيبة مدوية أو أي شيء من شأنه أن يطفي غليلك ، ذلك والله خُسران وتيه لا رشد بعده إلا أن يشاء الله .. ما أجمل الذين يثأرون لأنفسهم من هؤلاء بكثرة النجاحات وبالإبداع وهذا هو الإنتصار الحقيقي الذي يقتص فيه الإنسان لنفسه ويضيف لرصيده العملي ما من شأنه أن يفخر به ويباهي به بدلاً من ممارسة حماقات مخجلة ولغطٍ لا خير فيه ولا جدوى .. دمتم بإخاء وود .
الكاتب
عبدالرحمن بن عبدالله الشِّدي