نوّه وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، بمرور عِقدَين على إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني، الذي جسَّدَ منذُ إنشائهِ إطاراً حضارياً للتعاون المشترك بين الدول العربية والصين، والقائم على أُسس الاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها.
وأضاف خلال كلمته في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني اليوم (الخميس)، أن آليات تعاون المنتدى وبرامجه وأنشطته المختلفة جسّدت خلال السنوات الماضية مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ومقاصِده لتحقيق عالمٍ يَسوده السلام والأمن والازدهار والتقدم.
وأشار إلى أن استضافة المملكة للقمة الأولى العربية الصينية في 2022م، والزيارة الناجحة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الرياض، جسّدت نقطة تحولٍ تاريخية في مسيرة التعاون المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ونقلها إلى مستويات التعاون الاستراتيجي بما يُحققُ تطلّعاتِ القيادة والمصالح المشتركة للشعوب.
وثمّن وزير الخارجية مواقف الصين الداعمة باستمرار لوقفِ الحرب في غزة بما يحقق تنفيذَ حلّ الدولتين، مشدداً في هذا الصدد على ضرورة الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، وضمان الدخول الكافي والمُستّمر للمساعدات، وإيجادِ مسارٍ موثوقٍ ولا رجعةَ فيهِ لحلّ الدولتين، بما يكفلُ حصول الشعب الفلسطيني على حقِهِ الأصيل في تقريرِ المصير وإقامةِ دولته المُستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وشدد على أن تعزيز علاقاتِ التعاون المُشترك وتنميتها يَتَطلَّبُ من الجميع استمرار الحوار والتشاور في حلّ القضايا في المنطقة عبرَ طُرقٍ سياسيةٍ وسلمية، مع ضرورة الحفاظِ على وحدة وسلامة أراضي الدول العربية ورَفْضِ التدخلات الأجنبية فيها، واستمرار الجهود في منْعِ انتشارِ أسلحة الدمار الشامل في المنطقة حفاظاً على الأمن والاستقرار والحفاظِ على المكتسبات الوطنية.
وجدد الأمير فيصل أهميةَ مواصلة الجهود الدولية في مكافحة التغيُراتِ المناخية، التي ساهَمت فيه الدول العربية بإعداد الخُطط الوطنية لِمُكافحة التغيُرات المناخية، مشيراً إلى أن المملكة بادرت في نهجٍ استباقي لمُعالجة تأثيراتِ التغير المناخي بإطلاق مبادرة الشرق الأوسط الأخضر والسعودية الخضراء.
وكان وزير الخارجية قد وصل في وقت سابق اليوم، إلى العاصمة الصينية بكين، للمشاركة في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي، وعقد لقاءات ثنائية مع نظرائه ومسؤولين آخرين على هامش المنتدى. وفق “أخبار 24”.
ويبحث الأمير فيصل بن فرحان مع القادة والوزراء والمسؤولين المشاركين في المنتدى سبل تعزيز التعاون بين الدول العربية والصين في شتى المجالات، وأهمية التنسيق متعدد الأطراف في القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى مناقشة المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.