بعد عودته من مشعر عرفات للمبيت في مزدلفة، استقر على فراشه متعباً، وبدت على وجنتيه ملامح الإرهاق، إذ استحث الخطى للوصول إلى حيث مقر المخيم، غير أنه بدا مستبشراً مسروراً، كأنما أدى فريضة الحج ” أمنيته” منذ وقت طويل.
فمنذ 15 عاماً، كان الحاج الإيراني، جاسم خلف عفراوي، يحلم بـ بالذهاب إلى مكة المكرمة من أجل تأدية شعائر الحج، وهو الأمر الذي تحقق له في موسم هذا العام.
حينما سألناه عن رحلته، أجاب لـ ” أخبار 24″، بأن رغبة الحج تراوده منذ زمن، بيد أن الفرصة لم تتسن له، في حين حمد المولى أن تيسر أداء الفريضة له خلال هذا العام.
ويلفت الحاج جاسم عفراوي إلى أن “المملكة استطاعت توفير الإمكانات كافة من أجل راحة الحجاج وخدمتهم”، مشيراً إلى أن الحاج الإيراني حينما يغادر السعودية يحرص على شراء ما أسماه بـ “الصوغة” لأسرته وأقاربه، في إشارة إلى الهدايا التي عادة تكون سجاداً و”دشاديش” أي “الثياب”.
وفي الوقت ذاته، تحدث لنا هاني أبو عطوة، مشرف في إحدى الحملات الإيرانية، قائلاً إن الحجاج الإيرانيين الذين وفدوا إلى السعودية خلال موسم حج هذا العام بلغ عددهم نحو 83 ألف حاج من الرجال والنساء.
وبينما يسيّر أبو عطوة في أطول خطوط للمشّاة على مستوى العالم، أي خطوط مشاة المشاعر المقدسة، يشير إلى أن الحجاج الإيرانيين قد تعرض بعضهم لحالات صحية طارئة، بينما استجابت الكوادر الصحية السعودية على وجه السرعة لتقديم سبل الرعاية الطبية للحجاج.
ويقول إن الحجاج الإيرانيين الذين قدموا لتأدية فريضة الحج، يتمنون العودة مجدداً إلى السعودية نظراً لأصالة وكرم شعبها الذين يسهرون على خدمة ضيوف الرحمن.
و تحمل ذاكرة مشرف الحملة هاني أبو عطوة الذي التقيناه الكثير من القصص الإنسانية، إذ لا تنسى مخيلته تلك الصور، وبخاصة بعض الحجاج الذين يدخلون إلى الحرم المكي، فيندهشوا للوهلة الأولى فتجهش أرواحهم بالبكاء، إذ بقي البعض فترات طويلة تصل لـ 20 سنة حتى تحققت له هذه الفرصة، حسب قوله.
من جهته، وفي إطار التنوع في قراءة وجهة نظر الحجاج، كان الحاج الإيراني زويد التميمي، يرى أن الخدمات المتكاملة للوصول إلى جوهر الشعيرة ميسرة نتيجة تضافر الجهود الحكومية، مما يفضي إلى سبل الراحة الإيمانية بشكل لافت.
وتؤكد السعودية في كل عام رغبتها في تيسير أداء الحج، وتذليل الصعوبات أمام الحجاج، عبر منظومة خدمات متكاملة، فيما تهدف في كل موسم إلى تطوير ورفع جودة الأداء والمشروعات المقدمة، وكل هذا من أجل الحاج وخدمة مقاصد الشريعة الإسلامية.