قدم حياته ثمناً لوفائه وبره بأخيه، ارتقى بعد أن خرج في وقت عصيب لنجدة شقيقه الأكبر لا يأبه لغزارة الأمطار وقوة السيول.. إنه الرقيب أول عائش عواد أبو أيديه العطوي؛ المتوفى الوحيد من السيول التي شهدتها تبوك.
وروى ذوو الرقيب عائش الذي يعمل بالدفاع المدني بمنطقة تبوك، قصة بطولته التي بدأت بعد أن علم أن شقيقه الذي يكبره بـ25 عاماً محتجز في وادي شمال هجرة السرو التابعة للمنطقة عقب الأمطار التي هطلت يوم الخميس الماضي، فتملكه القلق الشديد عليه وقرر الذهاب هو وأولاده لنجدته أو مساعدة رجال الدفاع المدني لإنقاذه.
وأوضحوا أنه قبل وصول عائش إلى منزل شقيقه لنجدته رفقة أبنائه، اعترضتهم السيول ولم يستطع التحكم في المركبة لقوة المياه، فطلب من أبنائه الخروج ليتمكنوا من النجاة، لكنه جرفته السيول وانتقل إلى رحمة الله، بعد أن كان وفياً لأخيه، وفدائياً حمى أبناءه.
وقال سلامة سمران أبو أيديه العطوي، ابن عم المفقود -وفقاً لـ “سبق”- إن عائش وهو في طريقه للموقع -الطريق الإسفلتي- اعترضته سيول منقولة وتسببت في انجراف المركبة لقوة المياه وفي هذه الأثناء طلب من أبنائه الدعاء والتشهد والخروج من المركبة واستطاع أبناؤه الخروج، فيما لم يتمكن هو، مبيناً أن أخاه المحتجز نجا بفضل الله وكذلك أبناؤه وقد تعرضوا لبعض الإصابات.
وأوضح أنه تم إخراج جثمانه ونقله بطائرة هيلوكوبتر تابعة لقاعدة الملك فيصل الجوية إلى منطقة آمنة وقد أديت الصلاة عليه عقب صلاة الجمعة الماضية.