انتقد الكاتب والإعلامي السعودي حمد الدوسري، ما يطرح في وسائل الإعلام الخليجية من إثارة وإسفاف خلال دورة الخليج الحالية المقامة في الرياض، واصفاً ما يطرح بأنه جانب تم اقتطاعه من المدرجات وتم تقديمه تدليساً على أنه إعلام على حد وصفه.
وقال الدوسري في حديث للزميلة صحيفة الشرق : «الطرح وصل لمرحلة الإسفاف مع الأسف الشديد وما يقدم الآن ليس له علاقة بالإعلام، بل أحاديث مدرجات»، مضيفاً: «الإعلام الحقيقي بقي منه تغريدات واعية بتويتر فقط، وحديثي لا يعني أن الصفحة كلها سوداء فهناك جوانب يسكنها البياض مما نشاهده عبر الفضاء».
وحول أسباب ذلك، قال: «المجال الإعلامي أصبح مفتوحاً على مصراعيه بالإضافة إلى عدم وجود معايير واضحة لدخول المجال الإعلامي، فهناك كثيرون هبطوا بـ(البراشوت) ودخلوا هذا المجال وفق توصيات وعلاقات ومصالح».
وعن أسباب اتجاه بعض الإعلاميين المخضرمين في البرامج التليفزيونية للإثارة والإسفاف، قال: «الإعلامي النظيف والناجح والمميز والواعي موجود في كل الفترات ولا يتغير ولا يبدل توجهه بمجرد وجود مغريات معينة، لكن الحقيقة تقول إن هؤلاء انكشفوا لا أكثر ولا أقل وهذا هو وضعهم سابقاً وحالياً».
وما إذا كانت النجومية حقاً للإعلامي، قال: «لا يوجد ما يمنع أن يكون هناك إعلامي نجم، لكن عليه أن يكون نجماً في السماء وليس في الوحل، فالبحث عن النجومية الحقيقية تكون في العمل الحقيقي وليس المزيف القائم على الإسفاف»، وكشف الدوسري أن الحشود دائماً ما يغلب عليها الصوت أكثر من العقل وبالتالي فإن الصوت الأعلى هو الذي يوجه الحشد، مضيفاً: «الجماهير (الحشود) لا عقول لها فهي ترى أن صاحب الصوت العالي هو النجم بمجرد أنه يتحدث كثيراً حتى لو كان ذلك بلا وعي».
وحمّل الدوسري اتحادات الصحافة الرياضية في الخليج مسؤولية ذلك، مطالباً بوضع معايير حقيقية للصحافة لكي تغلق النوافذ التي تسلل منها الدخلاء على حد وصفه، واعترف الدوسري بسبب ابتعاده عن الساحة الإعلامية، قائلاً: «لا أريد أن أشارك في هذا الردح لأن هناك شواهد واضحة تم جرهم للمستنقع رغماً عنهم ورغم أنهم أصحاب طرح رائع وواعٍ أمثال خلف ملفي وطارق التويجري اللذين تم سحبهما لتلك الحفلة الصاخبة رغماً عنهما».
واختتم الدوسري حديثه بالتأكيد على أن المبادرة يجب أن تنطلق من وزارة الثقافة والإعلام أو هيئة الصحفيين لوضع حـد لكل هذه الممارسات الإعلاميـــة الخـــاطئة، التي جعلت الإعــلام الحقيقـي مغيباً.