تركت وريقات كتبها بخط يده الشهيد وكيل رقيب فني رائد بن نهار سلمان الجهني الذي قضى في حادث سقوط طائرة البلاك هوك في حفر الباطن قبل أيام، علامات من الأسى على كلمات صديقه عبداللطيف محمد المظفر الذي حكى قصة تلك الأوراق التي تركها صديقه ورحل، وفيها نسج أحلامه عن ترتيبات الزواج بما فيها رحلة شهر العسل.
وبحسب صحيفة مكة قال المظفر إنهما كانا يتقاسمان السكن منذ ثلاث سنوات، ما جعلهما بمثابة أخوين، وقبل أن يرحل، كان يتشاور معه في ترتيبات زواجه، ورحلة شهر العسل التي كان ينوي قضاءها في أوروبا.
وفي ثلاث وريقات كتب الجهني بنود زفافه، راصدا تكلفتها بـ 95 ألفا و600 ريال، منها 12500 تكلفة الفنادق، و16 ألفا لقصر الأفراح، و14500 للبوفيه النسائي، و14300 ريال للكوشة، و15 ألفا للمطبخ، و15600 لسائر التكاليف.
وتضمنت أوراقه مقارنات بين كلفة قضاء شهر العسل بين فينيسيا والبندقية وبيرتا وسالزبورج، التي كان سيعبر منها إلى بوابة الفرح.
وقال المظفر إن آخر مرة شاهده فيها كانت في السابعة مساء حين سحب مبلغا من المال وطلب منه تحويله إلى جمعية خيرية، وسأله إن كان مدينا له بأي مبلغ وكأنه يودعه، مشيرا إلى أنها كانت فجيعته حين تلقى رسالة على الواتس اب تفيد بتعرض الطائرة لحادث ووفاة طاقمها، لكن الرسالة لم تشر إلى صديقه، وبعد تقص، أخبره زملاؤه أن الجهني كان على متن الطائرة وتأكدت وفاته في التاسعة إلا الربع مساء.
من جانبه، ذكر شقيق الجهني، سلمان أن قائد سرب الطيران بالمدينة العسكرية أبلغهم بوفاة رائد ما شكل فجيعة لأسرته التي كانت تترقب عودته من حفر الباطن إذ كان يفترض أن ينتهي تكليفه في مدينة الملك خالد العسكرية بنهاية الشهر ويعود بعدها للعمل في تبوك.
من جهته، قال بدر العرفج، شقيق الشهيد المقدم علي العرفج، إن علي شقيقه الأكبر ومثله الذي يحتذيه في الأخلاق وحسن التعامل والتفاني في العمل.
وقال إن الشهيد كان حريصا على التواصل مع عائلته ووالديه الذين صدمهم خبر وفاته، مشيرا إلى أن للفقيد ثلاثة أبناء هم محمد وفيصل وعبدالله، راجيا أن يطرح الله فيهم البركة وأن يعينه وإياهم على هذا المصاب الجلل ويعزيهم ويعزي نفسه ووالديه، سائلا المولى أن يتقبله مع الشهداء.