تخطى الثمانين عاما بخمس سنوات، تصدى للداعشي ومنعه من دخول المسجد قبل أن يفجر نفسه فحال دون وقوع مصيبة أكبر كانت ستؤدي إلى ضحايا كثر.
حفلت حياته بعدد من المواقف والأحداث، بدءا من عمله في الشرقية وانتهاء بهدايا الثوب الخليجي التي يحملها مع كل إجازة يقضيها في مسقط رأسه نجران.
رجل الهدايا
الشهيد علي آل مرضمة عمل قبل 50 عاما في شركة للحديد بالمنطقة الشرقية، وكان مثالا للموظف المواظب المحب للجميع، وكان يلقب بين زملائه برجل الهدايا لحرصه الدائم على تقديم الهدايا لزملائه، بحسب استطاعته، وتعريف أبناء الشرقية بإرث نجران.
فتح آل مرضمة بحكم قدمه في الشرقية بيته لمن يقصده من أبناء نجران بحثا عن عمل في ذلك الوقت، حيث كان يستقبلهم ويسكنهم في بيته، ويساهم في البحث لهم عن عمل حتى يتحقق لهم ذلك، كما كان حريصا على جمعهم بين الحين والآخر، وتلمس احتياجاتهم وحل جميع مشاكلهم بحكم كبر سنه وخبرته الطويلة في المنطقة.
ووفقا لصحيفة مكة لم يكتف آل مرضمة بتوزيع الهدايا على زملائه في العمل فحسب، بل كان يجلبها معه أيضا لأبناء قبيلته في نجران، حيث كان يفضل دائما إهداءهم الثوب الخليجي لما له من قيمة في ذلك الزمان، حتى عرف عنه بين أبناء نجران بأنه صاحب الثوب الخليجي.
اكتسب آل مرضمة بحكم عمله في شركة الحديد ومخالطته للأجانب اللغة الإنجليزية تخاطبا، حيث كان متقنا لها وبشكل كبير، وهذا ما ساهم في وصوله إلى مناصب قيادية في الشركة.
كغيره من أبناء جيله نشأ آل مرضمة في بيت طين وكان مولعا به، ومع تغير الزمان ودخول الحضارة غادره إلى بيت من الزنك، وشيئا فشيئا غادر بيت الزنك إلى بيت مسلح واستمر فيه إلى آخر أيامه، ولكن ظلت تربطه ببيت الطين علاقة عشق لم تمحها الأيام وتقدم العالم تكنولوجيا، بل ظل يذكر أيام بيت الطين بحنين واشتياق إلى أن وافته المنية.
لم يله آل مرضمة زخم الشرقية ومغرياتها فعاد مسرعا ليعلن رغبته في الزواج، وارتبط بكريمة أحد أبناء قبيلته، ورزق منها بـ6 من الأبناء الذكور وثلاث من البنات، ضمتهم عائلة الثقافة والأدب والحوار الحضاري المدني.