حذّر مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ من دفع صدقة الفطر لمن لايستحقونها ويقومون ببيعها بأبخس الأثمان؛ داعياً الأهالي لإخراجها عن أبنائهم وذويهم المسافرين خارج المملكة.
وقال، في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في جامع الإمام تركي بن عبدالله بوسط الرياض: “إياكم أن تعطوها هؤلاء الذين لا ينتفعون بها ولا يهتمون بها، يأخذونها ويبيعونها بأبخس الأثمان، يأخذون الصاع بـ(10) ريالات، ويبيعونها بـ”ريالين” ونحو ذلك؛ لأنهم ليس لهم حاجة ولا رغبة ولا احتياج إليها؛ إنما هم يحبون قيمتها؛ فإذا أعطوا باعوها بأقل الأسعار”.
وأردف: “ادفعوها للمسلم المسكين المستحق لها، وابحثوا عنه في أقربائكم وجيرانكم”؛ مؤكداً أن صدقة الفطر سنة مؤكدة يجب التعب في إخراجها والإخبار عن الفقراء والمستحقين لها؛ مشيراً إلى أن بعض الناس قد يعلن استعداده لتوزيع صدقة الفطر فتتراكم عنده الصدقات ويدركه العيد ولم يخرج منها شيء؛ فيبوء بإثم ذلك؛ داعياً للإسراع في إخراجها قبل ليلة العيد، حاثاً أهالي المغتربين والمسافرين خارج السعودية لإخراجها عنهم بقوله: “أخرجوها عن أنفسكم وعن أهليكم وأولادكم، ومن كان غائباً وخارج المملكة العربية السعودية؛ فلتؤدى عنه هنا ويخرجها عنه أهله في هذه البلاد”.
وأشار مفتى المملكة، إلى أن صدقة الفطر، طُهرة للصائم من اللغو والإثم وطُعمة للفقير؛ مؤكداً أن إخراجها طعاماً هو السنة وتبديلها بالقيمة لا دليل عليه؛ محدداً المقدار الواجب فيها عن كل فرد بـ(3 كجم)؛ وذلك مع غروب شمس آخر يوم من رمضان، ويُستحب إخراجها يوم العيد قبل الصلاة لمن تَمَكّن من ذلك؛ لافتاً إلى أنه يحوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين فمن أخرجها يوم الثلاثاء 27 أو الأربعاء 28 من الشهر الفضيل؛ فقد أجزأته؛ موصياً بالاهتمام والعناية بإخراجها ودفعها لمستحقيها.
من ناحية أخرى، أوصى مفتي عام المملكة، المسلمين بتقوى الله عز وجل، وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض: “اتقوا الله حق التقوى، وأن وَفّقَنَا الله جل جلاله فأدركنا رمضان وصمنا أيامه وها نحن نعيش في أيامه ولياليه الأخيرة؛ فالواجب على المسلم أن يتوب إلى الله ويستغفر من ذنوبه”.
ودعا المسلمين إلى شكر الله على هذه النعمة أن وفّق لصيام شهر رمضان كما دعا إلى التوبة إلى الله لبقية هذا الشهر فإن التوبة مقبولة بإذن الله؛ مضيفاً أن الله يحب التوابين ويحب والمتطهرين ويحب المستغفرين.
وطالب المسلمين بالرجوع إلى الله عز وجل والتوبة من الظلم ورد الحقوق لأهلها وبر والوالدين والابتعاد عن المعاصي والذنوب، وقال: إن هذه العشر الأواخر من رمضان لها فضل كبير وشأن عظيم فمن فضائلها أن فيها ما يمحو ما مضى من الذنوب، من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وأضاف أن الله عظّم شأن هذه الأيام؛ لكثرة خيرها وكثرة ما يعتق فيها من النار وهي أيام مباركة يجب أن يستغلها المسلم فيما يُرضي الله، وعلى المسلم أن يستغلّ هذه الليالي المباركة لينال خيراً كثيراً.