لم تنم أسر الدبلوماسيين السعوديين في إيران من أطفال ونساء، ليلة الحريق، إذ عاشوا فصولا من الرعب، حتى وطئت أقدامهم مطار دبي، ليتنفسوا الصعداء.
ووفقا لصحيفة عكاظ بعفوية بالغة عبر الطفل عمار 10 سنوات، عن سعادته بالفرار من جحيم إيران، مؤكدا: «شعرت بالخوف والرعب في عيون أمي وأبي، اللذين احتضنانا بقوة خوفا على حياتنا، وبدأنا في جمع الأغراض الضرورية بسرعة، وحاولت أنا وأختى جوانا جمع ألعابنا، لكن أمي أخبرتنا بأنه ليس هناك أي وقت، وعلينا الرحيل». وعندما سألنا جوانا – 3 سنوات- عن ألعابها، اكتفت بالقول «ما في ألعاب».
من جانبها أكدت أم عمار وجوانا أن الصدفة وحدها قادتها لمعرفة حريق السفارة،، قائلة: «كنت مشغولة بالمذاكرة مع ابني، حيث الاختبارات النهائية في مدرسته الليبية في طهران، ولم أتابع التلفاز، وفجأة دخل علي زوجي، ليحثني على جمع الأغراض بسرعة للسفر إلى دبي، والعودة إلى المملكة، فيما سيطر الإعياء والتعب على وجهه، ليخبرني بالحدث، فانقبض صدري، خوفا على مصير أبنائي الذين للأسف شعروا بما نحن فيه، رغم حرصنا على إخفاء الحقيقة عنهم، لكنهم عرفوا أن حريقا في السفارة وعلينا الهرب من هؤلاء القتلة الذين بدأوا في حرق الأخضر واليابس، دون رحمة أو أي أعراف».
وبينت أن القلق سيطر عليهم في طريق مطار طهران، «خاصة أنهم أجبرونا على التأخير، مما تسبب في خوفنا من إقدامهم على أي تصرف غير لائق تجاهنا، وبدأوا في استفزازنا وتأخيرنا، والحمد لله أننا غادرنا ووصلنا إلى أرض الوطن سالمين».