شِتاءٌ..
شِتاءٌ ..شِتاءْ..
وَصَوتُ حَنِينٍ مِنَ البَردِ يَأتِ،
وَيَلْسَعُ ضِلْعي،
فَيَصْرُخُ قَلْبي:
"حَنِينُ! ..
حَنِينُ! ..
حَنِينُ أُرِيدُكِ.."
فَرَّ الغَرَامُ إِليَّ، تُردِّدُ:
"مَنْ ذَا يَلُومُكَ؟!
مَنْ ذَا يَلُومُني؟!!.."
أُنْشِدُ:
"سَيْدَةُ البَرْدِ أَنْتِ ..
وَقَائِدَةُ العِينِ أَنْتِ.."
فَتَضْحَكُ،
تَضْحَكُ غِنْجَاً:
"كلامُكَ سِحرٌ، مَعَانِيكَ خَمْرٌ.."
فَيَنْتَثِرُ الوَرْدُ،
يَحْمِلُنَا مِثْلَ زَوْجٍ مِنَ الطَّيْرِ
كَانَا بِعَادَاً عَنِ العُشِّ..
كَانَا بِعَادَاً
بَعِيْدَاً ..
بَعِيْدَاً نَغِيبُ..
تُطَارِدُني فَوقَ عُشْبِ الهُيامِ،
وَأَقْفِزُ مِثْلَ حِصَانٍ أَرَادَ الحَيَاةَ..
فَتَدنُو تُسَائِلُني:
"فِيَّ مَاذَا تَقُولُ؟.."
أَقُولُ:
"شِفَاهُكِ كَأسِي،
وَوَجْهُكِ شَمْسِي،
وشَعْرَكِ أَطْوَلُ لَيْلٍ مَشَيْتُ.."
تَقُولُ:
"لَلُقْيَاكَ دِفْئِي،
إذا البرَدُ أَوجَعَ دِرْفَةَ بَابي
وَدُنْيَاكَ عَيْشِي،
إَذَا اشْتَدَّ مَابي.."
وَتَسْأَلُني حِيْنَ تَلْثُمُ صَدْرِيْ:
"أَأَدْرَكْتُ قَلْبَكَ؟! .. قُلِّي؟!.."
أُتَمْتِمُ مِثْلَ مَرِيضٍ، أَقُولُ:
"خُذِيهِ خُذِيهِ
فَمَا لي فِيهِ مَا لَمْ تَصْطَفِيهِ..".
شعر: ماجد سليمان