“أنا زاهد ولا عاوز بدلة بملايين ولا 10 آلاف جنيه”.. كانت هذه المقولة من أشهر ما قاله الطبيب المصري محمد مشالي، الذى رحل عن عالمنا، صباح اليوم (الثلاثاء)، تاركاً خلفه مواقف وذكريات لا ينساها الكثير من المصريين ممن ساعدهم ونال احترامهم.

وحظي الطبيب، الذي تصدر نبأ وفاته “الترند” في مصر والسعودية ودول عربية أخرى، بمحبة الفقراء والمساكين، ولُقب بـ”طبيب الغلابة”، بعد سنوات طويلة قضاها في خدمتهم بمقابل مادي بسيط، وأحيانا من دون مقابل.

وسُجلت في حياة “مشالي” مواقف جعلته يكرس حياته لخدمة المرضى من الفقراء دون الاكتراث للمال والشهرة، ومن بينها الوصية التي تركها له والده، وهو على فراش الموت، والتي طالبه فيها بمساعدة الفقراء.

"مش عاوز الملايين وسندوتش بيكفيني".. مواقف مصيرية حولت المصري محمد مشالي لـ"طبيب الغلابة"

وساهم حبه لعميد الأدب العربي “طه حسين” في جعله يهتم بالفقراء، حيث ذكر الأديب الراحل في روايته “المعذبون في الأرض”: “أوصيكم خيرا بالفقراء، خاصة المرضى الفقراء”، وحرص الطبيب الفقيد على تطبيق هذه المقولة على أرض الواقع، واهتم بالمرضى الفقراء.

أما الموقف الثالث الذى جعله يتحول لـ”طبيب الفقراء” فكان طفل يعاني من مرض السكري، وعندما طلب “مشالي” من والدته أن تشتري له العلاج، أجابته بأنها لا تمتلك ثمن الحقنة، وإذا قامت بشرائها فسوف يموت باقي إخوته من الجوع.

وأكد الطبيب الراحل، في تصريحات سابقة له، أن ما ذكرته الأم جعل طفلها المريض يقدم على حرق نفسه حتى لا تعاني والدته مشقة علاجه وتستطيع توفير الطعام لإخوته، مضيفاً أن هذا الحادث دفعه أكثر للاستمرار في علاج الفقراء.

وأكد الطبيب، في لقاء عفوي في برنامج “قلبي اطمأن” الذي أُذيع في رمضان الماضي، أنه زاهد، ويعيش حياته لمساعدة الفقراء، وأنه لا يريد الملايين، وأن أبسط الطعام يكفيه، حتى لو كان “سندوتش فول أو طعمية”.وفق “أخبار 24”.