[CENTER][COLOR=#FF002E] د. هلال محمد العسكر[/COLOR][/CENTER]
يُعد نظام المناطق الصادر في عام 1412هـ , 1992م من أحدث محاولات تطوير الإدارة المحلية في المملكة العربية السعودية , وهو يشمل على محورين رئيسيين , يتمثل الأول منهما في تحديد هياكل التنظيم الإداري المحلي , ويعمل الثاني على توسيع قاعدة المشاركة في صناعة القرار على المستوى الإقليمي عن طريق إنشاء مجالس المناطق، ويعتبر نقلة نوعية في التنمية الإدارية التي شهدتها المملكة خلال العقدين الماضيين، حيث أضاف بعداً جديداً في التنظيم الإداري، وأسلوباً مهماً في توزيع المهام والصلاحيات والخدمات، وتقسيماً مكانياً متطوراً للتخطيط والدراسات الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية.
وقد جاء دور المحافظ ومهامه في هذا التنظيم بشكل لا تقل أهمية عن دور ومهام أمير المنطقة، إذ لا يمكن الإستغناء عنه مهما تكن الظروف، لأن دوره كمحافظ دور فيادي وريادي وليس إداريا كما يظن البعض، ولولا أهمية هذه الوظيفة وضرورتها لما وجدت أساسا في التنظيم.
حقيقة قد يقول قائل: ولكن العمل عند غياب المحافظ لا يتوقف حيث يوجد للمحافظ وكيلا يقوم بمهامه عند غيابه ، وقد يمنح هذا الوكيل صلاحيات واسعة تصل احينا لكامل صلاحيات المحافظ، وهذا صحيح، ولكن عندما يكون غياب المحافظ في مهمة رسمية أو إجازة وهو لا يزال على رأس العمل، اما في حال غيابه غيابا ابديا بالنقل أو التقاعد أو الاعفاء أو غيرها، فإن الأمر يختلف تماما، حيث أن وجود محافظة بدون محافظ لفترة طويلة يعتبر خللا تنظيميا واداريا أقل ما يمكن أن ينتج عنه الشعور بعدم الأهمية، تراخي بعض اجهزة الادارة المحلية ، وتراكم الاعباء على الوكيل حيث يقوم بمهمتين ثقيلتين في آن واحد؛ مهمة المحافظ ومهمة الوكيل.
ويتساءل البعض: اذا كان الوكيل كفاية ويؤدي العمل من فترة طويلة وناجح في عمله دون محافظ، لماذا اذا لا يعين هذا الوكيل محافظا؟ ولماذا لا تشغل هذه الوظيفة؟ ولماذا تبق هذه او تلك المحافظة لفترة طويلة تدار بوكيل دون محافظ؟
ان التنظيم الحكومي وهو انموذج يحتذى فيه، يجب أن يراعي مثل هذه الاختلالات الادارية البسيطة التي قد تؤثر ولو بشكل غير مباشر على هيبة المحافظة ومصداقية النظام الذي انشأت بموجبه المحافظات.
بالتأكيد انها محافظات قليلة جدا ونادرة جدا ولها ظروفها الخاصة جدا تلك التي نتحدث عنها وتدار دون محافظين من فترة طويلة بوكلاء أثبتوا نجاحهم ، بما فيها محافظة الخرج، ولكننا من منطلق الحرص والحس والغيرة الوطنية على فاعلية هذا التنظيم الإداري وتحقيقه أهدافه ألمنشودة، أردنا التذكير والتأكيد على الحاجة الماسة لوجود محافظ في كل المحافظات دون استثناء، لأن غياب أي محافظ في أي محافظة غيابا طويلا له أثر نفسي ومعنوي على أبناء المحافظة وأثر تنموي أيضا على المحافظة نفسها. وهو مالا يرضاه ولاة الأمر يحفظهم الله؛ وهم الذين هدفهم وجل همهم اسعاد المواطن وتنمية كل شبر من تراب الوطن. والله يحفظ لنا الوطن وكل المخلصين من قادته.