تُعد كليات المجتمع من الكليات التي ينظر إليها البعض بنظرة متدنية بين كليات الجامعة ، وربما لا يضعها البعض ضمن الكليات أساساً . على الرغم من أن دور هذه الكليات هام جداً داخل الجامعة وخارجها . ودعونا نسأل سؤال ما هو دور كلية المجتمع بالنسبة لسوق العمل ؟ إذا توجهنا بالسؤال إلى المنشآت ومؤسسات الأعمال في المجتمع ومدى تفضيلها لخريجي كليات المجتمع تأتي الإجابة بإحتياج تلك المؤسسات لهؤلاء الخريجين بشكل كبير وهام لعدة أسباب منها :
1- سهولة التشكيل وفق إحتياجات المؤسسة
2- الخريجين يوظفون على درجات وظيفية مناسبة لإحتياجات الشركة ، ووفق هيكل أجور مناسب
3- الخريجين مؤهلون بشكل مناسب وسريع لسد فجوة هامة للوظائف التي يحتاجها سوق العمل على عكس خريجي درجة البكالوريوس .
سؤال آخر ما هو دور كلية المجتمع بالنسبة للجامعة ؟ ما هو مصير الطلاب المتعثرين في كلياتهم مثال( إدارة الأعمال ، العلوم الطبية ، ... وغيرها ) إذا تعثر الطلاب في كلياتهم سواء بسبب ضعف المستوى ، أو عدم توافق قدراتهم مع القدرات المطلوبة داخل المسار الذي تم توجيههم إليه .
فما هو سبيل الجامعة في ذلك ؟ هل تفصلهم ؟ أم تعيد توجيههم إلى مسار آخر ؟ وهنا وفي ذلك السياق سوف يتم تحويلهم إلى كلية المجتمع . والسؤال الآخر إذا لم تقبلهم كلية المجتمع ما هو المصير ؟ أو لم تبذل كلية المجتمع الجهد المطلوب مع هؤلاء الطلاب ليتم إعادة تأهيلهم ؟ سيكون مصير البعض منهم مواجهة أحد الخطرين الأبيض وهو المخدرات ، والأسود هو الأفكار المتطرفة (الإرهاب ) .
وكلاهما خطران يمزقان جسد الأمة العربية والإسلامية . وهنا يظهر لنا الدور الهام الذي تلعبه كلية المجتمع ، ومدى قدرتها - والمتمثلة في قادتها و أعضاء هيئة التدريس والموظفون بها- على إعادة تأهيل هؤلاء الطلاب . ويظهر مهاراتهم في التعامل بحرفية مع طلاب ليس لديهم حافز ، ومهارة متدنية إلى حد ما ، طريق غير واضح ، وواقع صعب يعيشه هؤلاء الطلاب لتعود بهم إلى المسار الدراسي .
إنها حرب نفسية كبيرة يخوضها فريق العمل بكليات المجتمع لتأهيل الطلاب بها لتحفيزهم وإعادة ظبط ايقاعهم وترتيب أفكارهم وذلك ربما يجنبهم الوقوع في براثن أياً من الخطرين الأبيض أو الأسود .
أنني لا أنكر دور المملكة العربية السعودية وما تقوم به من جهود خالصة في محاربة الإرهاب بشتى أفكاره وأشكاله ، وجهود القائمين على الأمر تحت رعاية وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي عهده . كذلك لا أنسى الواعظ الأساسي في ذلك وهو الدين ودور رجال الدين وعلماؤه حفظهم الله .
ولكن الأمر جد خطير ويحتاج إلى تكاتف الجميع وتوحدهم وعدم التقليل من أي دور كبير كان أو صغير .
ومن هنا أدعو متخذي القرارات بمؤسسات التعليم العالي - وأشكرهم على ما يقدموه من دعم وجهود - إلى الإهتمام بكلية المجتمع وتقدير الدور الهام الذي تقوم به داخل المجتمع . وتشجيع طلابها بالدعم المعنوي والمادي الذي هم في حاجة إليه لتحفيزهم وتشجعيهم على إجتياز مساراهم . حفظ الله الأمة الإسلامية وحفظ شبابها فهم الأمل الذي نحيا عليه .