إن الحديث عن رجل كصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز يحتاج لأضعاف ما نملك ، فالعبارات والكلمات هنا تظل متواضعة وتقزم لا تفي بحق هذه الشخصية ، فهو واضح من كل منظور، ومتواصل بجميع حواسه ، وصاحب تفكير منهجي ، فالأمير عبدالرحمن يحتل منزلة كبيرة في نفوس أهالي الخرج ، بل في جميع قلوب من يعرفه ، وقد جمع – حفظه الله – بين حبهم وثقتهم به لما يتصف به من رجاحة عقل ورحابة صدر وسعة أفق ودقة فهم وتميز في تحمل المسؤوليات ونشاط في أداء المهمات ، مما جعل الكل يطمئن لكل ما يصدر عن هذا الأمير الإنسان. ومن عرفه من خلال الاتصال المباشر أو عبر الأعمال التي أنجزها يعرف ذلك تماما .
والأمير عبدالرحمن ذو الشخصية المحبوبة التي ترتسم على محياها أمارات التواضع المقرون بالمهابة ، نجد أبرز ملامحها وضوحاً وفعلاً إذا ما دعا داعي النخوة والشهامة ، فهو على الدوام سباق للمجد ، كريم في التضحية ، سباق لأعمال الخير والبر. ولا شك أن فضائل ونبل ومروءة هذه الشخصية الفذة لم تأت من فراغ ، فهي فرع من شجرة وذرية بعضها من بعض ، فقد ورث من والده الأمير ناصر بن عبدالعزيز ، وجده الإمام عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود ما يجعله كذلك .
الكثيرون يذكرون مواقف لـ(عبدالرحمن بن ناصر) تمتاز بالمبادرة والشهامة ، فهو سباق في مواقف النبل رغم مشاغله، وسمو الأمير لمن يعرفه يدرك انه ينطلق فيما يقوم به من أعمال خير وصلة ونبل رجاء لما عند الله فهو لا يبتغي جزاء ولا شكورا، وهذا – في تقديري – سر اقتداره على الإنجاز فقد أعانه الله لأنه عرف حسن نيته فهو يريد بما يسعى إليه رضا ربه.
وتتجلى صفاته في مواسم الخير والتعامل مع الله عندما يحضر الإيمان الصادق، والنيّة الصالحة الخالصة ، والعقيدة الصافية لتروي ظمأ الفقراء والمحتاجين، ولتسد حاجة المعوزين ، ولتنفس كرب المكروبين ، وتظهر سماحة هذا الدين وأتباعه وحبه للخير.
سمو الأمير تميّز في أخلاقه ومبادئه وإنسانيته ورعايته لكل باب من أبواب الخير ، كيف لا وهو رئيس جمعية البر الخيرية بالخرج ، ورئيس جمعية رعاية الأيتام بمحافظة الخرج (إنسان) ، ودعمه المستمر للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم وما يتبعها من مراكز وحلقات سواء دعمه المادي أو المعنوي لها من أجل أن تواصل نفعها ورسالتها.
وسمو الأمير شفاف لا يحب المادحين أو الممجدين بل دائما ما يقول ويردد في تصريحاته ولقاءاته أثناء افتتاحاته : (من يحب عبدالرحمن .. فلينصحه وليوجهه ولينتقد عمله قبل أن يمدحه ) ، كما كان حازما في التعامل مع الأحداث والمواقف التي تحتاج لذلك .
وأما ما كان يراه سموه ويستشرف مستقبل الخرج ، وحاجتها للغرفة التجارية والصناعية بالخرج فحرص على ذلك ، ولم يكتف كونها فرعا تابعا للرياض بل تابع وتابع حتى أصبحت غرفة مستقلة لها خصوصيتها ، ولازال يتابع حتى وصلنا لما وصلنا إليه ، ولن نتوقف حتى بعد تركه للمحافظة ، فلله الحمد خططنا في غرفة الخرج تسير باستراتيجيات واضحة ومتزنة ، وتحقق نجاحات في ظل أهداف متدرجة للوصول للهدف الأكبر والأهم في غرفة الخرج . لا أظن أن المجال يكفي لسرد الانجازات الكبيرة للغرفة في عهد سموه ، لكن الأمير عبدالرحمن كان هو الوقود الذي نتزود منه في تحقيق الصعاب ، ولا أدل من متابعته الدائمة لمناسبات الغرفة وأنشطتها في جميع مجالات ولجان الغرفة الاقتصادية ، وعلى سبيل المثال لا الحصر لجنة السياحة وما استطاعت أن تعمله من تكوين لجنة للتمنية السياحة بالمحافظة يترأسها سموه ، وبعد ذلك العمل قدما حتى تم إصدار النسخة الأولى من المهرجان السياحي الأول بالخرج (الخرج .. سياحة وتراث) والذي أثبتت الإحصاءات والاستطلاعات انه المهرجان الأميز والأكبر في المحافظة .
وكان اعتماد رئيس هيئة السياحة والآثار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان لافتتاح مكتب للسياحة بالخرج نابع عما استطاعت لجان الغرفة البدء فيه فكرة لينتهي بذلك ، ولا نزال لدينا العديد من الأفكار ليس في هذه اللجنة فقط بل في جميع اللجان الاقتصادية بالغرفة .
الحديث عن سمو الأمير يطول : لكن لا اعتقد أن كلمة نستطيع أن نقوله سوى الشكر لشخصه فقد ترك المحافظة وشواهده باقية ، فشكرا سمو الأمير ، ودعائي وكل أهالي الخرج لك بأن يحفظ عليك عافيته ، ويبارك لك في عمرك وولدك .
إبراهيم بن محمد الحديثي
نائب رئيس مجلس الغرف السعودية
ورئيس مجلس الغرفة التجارية والصناعية بالخرج