سلطت الصحف البريطانية الضوء على قرار إحدى محاكم الاستئناف البريطانية بإعفاء دبلوماسي سعودي من دفع تعويضات لخادمتين اتهمتاه بإساءة معاملتهما بسبب ما يتمتع به من حصانة دبلوماسية. وتعود القصة التي أشعلت الصحافة البريطانية إلى الفيلم الوثائقي عبيد بريطانيا السريين، الذي يتحدث عن حال الخادمات في بريطانيا، حيث ظهرت سيدة فلبينية مجهولة تقول: إن وضع الخادمات المنزليات في بريطانيا أسوأ بكثير من وضعهن في السعودية. وأضافت السيدة: لم أتلق أي من حقوقي المالية.. أعمل من 4:30 صباحًا حتى الواحدة بعد منتصف الليل.. وأنام على أرضية المطبخ حيث لا يسعني إلا البكاء.
وجاء في القرار الذي أصدره قضاة محكمة الاستئناف بالإجماع أنهم يعلمون أن قرارهم قد يبدو غير عادل ولكنهم أصروا على أنهم رأوا أن الحاجة لاحترام ما يتمتع به الدبلوماسي السعودي من حصانة دبلوماسية يفوق، في الأهمية، ما ادعته السيدتان ضد الدبلوماسي السعودي. ونقل موقع آر تي البريطاني عن محكمة الاستئناف قولها إن المحكمة تعلم تماما أن قرارها قد لا يبدو منصفا للخادمة، ولكن قرار المحكمة يعكس نتائج الخيارات السياسية التي بذلت على الصعيد الدولي وبعد أن تحدثت المحكمة، في حيثيات الحكم، عما تمثله الحصانة الدبلوماسية من أهمية في دعم العلاقات الثنائية بين البلاد، أضافت وقد يبدو لنا، في بعض الأحيان، أن الضرر الذي لحق بأحد الأفراد يفوق الضرر الذي قد يحصل حال عدم اكتراث القانون بما يتمتع به الشخص المتهم من حصانة وهذا هو الحال في قضيتنا هذه إلا أن المحكمة لم توضح لماذا آثرت عدم تغريم الدبلوماسي السعودي.
وقام بعض المحامين البريطانيين بوصف قرار المحكمة بالمخزي والمحبط، حيث نقل الموقع عن أحد المحامين قوله إن المحكمة تعلم تماما أن المتهم قام بمعاملة الخادمتين كالعبيد تقريبا ومع ذلك أحجمت عن مساعدتهما وآثرت الحفاظ على حصانة الرجل الدبلوماسي. كما دعت إحدى المؤسسات الفلبينية، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، لضرورة إدخال تشريعات جديدة في القانون الإنجليزي من أجل الحفاظ على حقوق العاملات المنزليات.
يُذكر أن العاملتين شيريلين ريز، من الفلبين، وتيتين سوريادي، من إندونيسيا، تقدمتا بشكوى للقضاء البريطاني ضد أحد الدبلوماسيين السعوديين في لندن، حيث قامت الخادمتان باتهام الدبلوماسي السعودي بالإتجار بهما وإساءة معاملتهما لحد الاستعباد. وقالت الخادمتان إن الدبلوماسي السعودي صادر جواز سفرهما ومنعهما من مغادرة البيت والاتصال بذويهما، وأفاد الموقع أن العاملة الأولي غادرت منزل الدبلوماسي السعودي بمساعدة الشرطة البريطانية وأن العاملة الثانية انتظمت في العمل لدى أسرة الدبلوماسي السعودي بعد مرور( 5) أشهر على مغادرة العاملة الأولى وقامت بالهرب من المنزل دون علم الأسرة.