قالت سيدة بريطانية عاشت في المملكة أكثر من ثلاثين عاماً إن المملكة من أكثر بلدان العالم عمقاً حضارياً وتراثياً، وفيها من المكتشفات الأثرية ما يبهر العالم، عابرة بذاكرتها ما رصدته هي وزوجها الطيار على متن دراجة نارية وسيارة نيسان من آثار وبلدان قديمة وتراث يجعل من السعودية مفخرة للعالم، مشيرة إلى رئيس هيئة السياحة الذي قالت عنه: هذا الرجل أبرز للعالم عمقكم الحضاري.
وبحسب موقع سبق، أضافت إليزابيث فورست 61 عاماً: لسنين عديدة كنا ننظر بحزن إلى إهمال يرزح تحته التراث السعودي؛ حيث إن المناطق التي من المفروض أن تتمتع بمزيد من الاهتمام والتمويل كانت تتهاوى، أما الآن فإن الجهود التي يقوم بها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز في مجال المحافظة على التراث وصونه تستحق التقدير محلياً ودولياً.
وروت فورست تجربتها أثناء زيارتها لكثير من المواقع التاريخية والأثرية في المملكة قائلة: خلال السنوات الأولي لتواجدنا كان ينصحني الجميع بعدم التقاط صور للمباني القديمة في جدة التاريخية لأن السعوديين يظنون أن هذه الصور قد تظهر للعالم الخارجي تراجع السعوديين عن العصر، لم يكونوا يفهمون أنني كنت أود أن أظهر مدى جمال هذه المباني وعظمة تاريخ هذه البلاد، إنه لسرور عظيم أن يرى الشخص المزيد من المواقع التراثية التي يتم تحديثها وتطويرها وتأهيلها وأن تصبح مستوفية ومطابقة لمعايير اليونسكو للتراث العالمي.
وتابعت: هناك مواقع أخرى حول المملكة العربية السعودية يجب أن تستكشف وتطور بناء على تجربتنا التي استقيناها من عملنا وعيشنا هنا، أن السعوديين لا يهتمون ولا ينجذبون إلى هذه المواقع التاريخية، إنهم بالأحرى يفضلون الذهاب إلى أوروبا بدلاً عن مشاهده وزيارة هذه المواقع القريبة، فأعتقد هنالك حاجة إلى مزيد من حملات التثقيف والتوعية والحملات الإعلانية لتشجيع وجعل السعوديين أقرب وأكثر انجذابا إلى تراثهم.
وأضافت: المملكة تحتاج إلى تطوير مرافق جيدة للمسافرين عبر الطرق بين مناطق المملكة، مثلا، المسافة بين جدة والرياض، وبين الرياض وحائل من الصعوبة أن تجد أماكن نظيفة للاستحمام أو أي مكان مناسب لتناول الطعام.
وذكرت السيدة البريطانية وهي زوجة طيار عمل في المملكة فترة تزيد عن ثلاثين عاماً قبل أن يتقاعد في مارس 2015: لحسن الحظ وجود رئيس هيئة السياحة الآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز يجري العمل على كثير من الأشياء فيما يتعلق المحافظة على تراث المملكة، ونحن نأمل بكل إخلاص أن يستمر في مواصلة هذا العمل والبحث عن مزيد من المناطق المهمة ليتم تطويرها.
وأوضحت: هنالك العديد من المناطق تقع بين الطائف وأبها، وما بين أبها ونجران، وفي نجران نفسها يمكن أن تستكشف من أجل المحافظة عليها لأهميتها التاريخية أو من منظور تاريخي، وعلى الطريق من ينبع النخيل إلى ينبع البحر شاهدنا أيضاً ملامح لبلدات قديمة مصنوعة من الطين.
وترى فورست أن مشروع الدرعية الذي أطلقه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل أسابيع قليلة في وجود رئيس هيئة السياحة يجري العمل على كثير من الأشياء فيما يتعلق المحافظة على تراث المملكة، وكلي أمل أن يستمر.
وعن تجربتها السياحية في المملكة قالت: أنا وزوجي تمتعنا بحياة حافلة ومتنوعة ورائعة في المملكة سواء في مجال عملنا أو من خلال نشاطات وقت الفراغ، وزوجي كان في غاية الرضى ويقضي وقتاً ممتعاً في عمله في الخطوط العربية السعودية إضافة إلى علاقاته الطيبة مع زملائه وأصدقائه السعوديين، ففي عملي كصحفية حرة، في أي عمل قمت به تشرفت بإجراء العديد من المقابلات الصحفية مع العديد من الأجانب والسعوديين أضافة إلى مراقبتي ومتابعتي عن كثب للتطورات المعاصرة في المشهد الأدبي والفني، التجوال هنا وهناك في جدة وغيرها ومتابعة التغيرات والتطورات التي تطرأ على الواقع السعودي عبر السنين، فمن المثير أيضا رؤية كيف أن تعليم المرأة السعودية تطور وكيف أن المجتمع أصبح يشجع المرأة السعودية على لعب دور أكبر في المجتمع والانخراط في الأعمال التجارية السياسية.
وتابعت: كنا نسافر بكثرة واستمرار إلى كل أنحاء المملكة لنبدأ بسيارتنا النيسان باترول، أولاً سافرنا بها إلى عدة أماكن برفقة أبنائنا الاثنين أو برفقة أصدقائنا من الأجانب أو نحن الاثنين فقط أنا وزوجي، وأينما ذهبنا كنا إما نخيم أو ننزل في فنادق، كنا وما زلنا نقدر بصورة خاصة حسن وكرم ضيافة السعوديين الذي كنا نلمسه في حلنا وترحالنا أثناء تجوالنا في أنحاء المملكة.
وتابعت: في عام 2005 قمنا بشراء دراجة نارية هارلي-دفدسون، وبدأنا في التجوال في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط برفقة سعوديين وهي فرصة للالتقاء بمزيد من السعوديين على المستوى الاجتماعي والتي استمتعنا بها كثيراً، ومن على متن الدراجة كنا نقود عبر الطرقات برفقة هؤلاء الأصدقاء إما عابرين المناطق الجبلية في منطقة عسير أو متجهين إلى مسقط في عمان أو شمالا إلى الأردن ثم إلى بيروت وسوريا، لقد أحببنا كثيراً المناظر الخلابة التي تصادفنا خلال رحلاتنا هذه مثل جبال عسير والمناطق التي تحيط بتبوك والعلا وصحراء النفود في الشمال.
وواصلت: أنا وزوجي لدينا ولع خاص بالتاريخ لذلك كنا نستمتع كثيراً بالبحث عن الأماكن والمواقع التي يمكن أن نتعلم منها شيئاً عن ماضي المملكة العربية السعودية، البنية التحتية في المملكة رائعة خاصة شبكة الطرقات السريعة والتي تجعل السفر والتنقل بين أجزاء المملكة أيسر وتجربة ممتعة، لقد كنا دائما موضع اهتمام فيما بتعلق بسلامتنا أينما ذهبنا وفي كثير من المناسبات كانت الجهات المسؤولة توفر لنا طرقاً خاصة أو تخصص مرافقين أمنيين من الشرطة لضمان سلامتنا، الشيء الذي كان ولا يزال محل تقدير كبير منا، ولكن خلال ذلك لاحظنا أن السعوديين قليلو الاهتمام بالسفر واستكشاف بلدهم.
وعن جهود هيئة السياحة والآثار في المملكة مع منظمة اليونسكو، والتي أسفرت عن تسجيل ثلاثة مواقع على قائمة التراث العالمي قالت: منظمة اليونسكو تضع معايير عالية لقائمة التراث العالمي والتي تشجع دول العالم على حماية تاريخها، سحرتني جدة التاريخية منذ أن حضرنا إلى المملكة العربية السعودية في عام 1984 لأول مرة، كنت أقوم بزيارتها بشكل منتظم لأعوام ولدي صور توضح كيف كانت في عام 1984 وكيف أن هذه المنطقة تدهورت على مر السنين وأخيرا كيف تم تحديثها وإعادتها للحياة إلى أن أصبحت الآن عضواً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
وشرحت: حقيقة كنت في قمة الفرح حينما حدث ذلك خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية كنت أزور مهرجانات رمضان والتراث التي كانت تعقد هناك كل عام، وشاهدنا موقع مدائن صالح أول مرة في عام 1988 ومرة أخرى في عام 1996، فمن الرائع رؤية الكيفية التي تم بها تطوير هذا الموقع، وكيف أن ذلك تم على أفضل ما يكون، فرؤية مشروع تأهيل وتطوير الدرعية كان بمثابة تجربة خاصة وغير متوقعة يشبه وضع الكريم على الكعك لقد شاهدنا الكثير من مواقع التراث حول العالم ولكن هذا الموقع سيكون من بين الأفضل على مستوى العالم خاصة مع استخدام التقنيات الحديثة.
وشددت على ضرورة تغليظ شروط المحافظة على التراث العالمي ونظافة المواقع وخلوها من الفضلات في المملكة العربية السعودية، قائلة: يبدو أن الناس لا تهتم بتاتًا بموضوع المحافظة على نظافة المواقع من المخلفات والفضلات أكياس البلاستيك، الزجاجات، مناديل الورق، إلخ أينما ذهبوا.
واستطردت: عندما قمنا بزيارة موقع العلا التاريخي قام زوجي بحشو ثلاثة أكياس بلاستيكية كبيرة بالمخلفات، سيكون من المفيد القيام بحملة توعوية واسعة لتثقيف الناس عن ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة، وخارج منطقة تيما وبالقرب من العلا شاهدنا لافته كبيرة تقول لا تترك أثراً لاحظنا أن هذه البلدة كانت أكثر نظافة من المناطق الأخرى التي زرناها، مشيرة إلى أنه يمكن رفع شعارات أخرى مثل اترك آثار أقدامك فقط أو خذ الذكريات واترك آثار أقدامك.
وخلصت فورست إلى القول إن من حسن الحظ أن الأمير سلطان بن سلمان هو المسؤول عن هذا القطاع المهم لأنه يتمتع بطاقة كبيرة واهتمام أصيل وحقيقي بهذا الموضوع وأعتقد أن لديه القدرة على نقل حماسه بهذا الموضوع للآخرين، مشيرة إلى حقيقة بعد نظره ورؤيته الثاقبة التي تبدو للناظر جلية في تعيينه لأفضل المتخصصين للقيام بأعمال التحديث والتأهيل إضافة إلى تبني واستخدام آخر التقنيات العلمية في هذا العمل لذلك كل الأعمال يتم إنجازها وفق أفضل وأعلى المعايير العالمية، متمنية أن تستمر جهوده الكبيرة في أعمال التطوير والحفاظ على التراث الوطني والآثار السعودية للكشف عن المزيد من المواقع ذات الأهمية التاريخية، مبينة من المستحسن أن نرى الكثير من السعوديين المواطنين يعملون في هذه المواقع كمرشدين سياحيين وليس الأجانب، مشيرة إلى أنها خلال جولتها الحالية عبر المملكة كانت لها تجربة ممتازة مع المرشدين السعوديين واستمتعنا برفقتهم كثيراً.
عن إصابتها في الحبل الشوكي قالت: كنا نعيش في نيروبي كينيا شرق إفريقيا، وكان زوجي يعمل قائد طائرة في الخطوط الكينية في بداية عام 1984؛ حيث تم تعيينه في الخطوط العربية السعودية ليكون قائد طائرة بوينج 707 للطيران في مدينة جدة، وجاء زوجي إلى المملكة العربية السعودية عام 1984 وانضممت إليه برفقه أطفالنا الاثنين في أغسطس من عام 1984؛ حيث كنا نتوقع أن نقضي في المملكة العربية السعودية حوالي 3 أعوام فقط، ولكن لأننا الاثنين استمتعنا بإقامتنا وتواجدنا والعيش والعمل في المملكة انتهي بنا المطاف أن نعيش في جدة 31 عاماً.
وأشارت: لدي إصابة في الحبل الشوكي حدثت قبل 16 عاماً، وهى تؤثر على مقدرتي على المشي، بإمكاني المشي ببطء بمساعدة عكازات غالباً، وما أحتاج للمساعدة، وأستخدم باستمرار الكرسي المتحرك، مشيرة إلى أن المملكة ليست ودية في النظر إلى كرسي الإعاقة، ولكنني أجد نفسي في غاية السعادة لرؤية مشروع تطوير الدرعية يقوم بإتاحة الفرصة لذوي الإعاقة أو الأشخاص الذين يعانون صعوبات في المشي من الوصول إلى المنطقة.
نسعد بالتوصل معكم ومشاركتكم عبر الإيميل kharjhome@gmail.com
- 01/07/2024 جوجل تروج للتطبيقات بميزة المجموعات
- 01/07/2024 تنوع فعاليات بيت حائل يبهر الزوار
جديد المحليات > بريطانية تروي رحلة 31 عاماً من عشق السعودية على متن مركبة ودراجة
20/04/2015
بريطانية تروي رحلة 31 عاماً من عشق السعودية على متن مركبة ودراجة
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://kharjhome1.com/566041.html