[CENTER][COLOR=#FF002E]غادة يحيى[/COLOR][/CENTER]
الحركة الاجتماعية المطالبة بقيادة المرأة هي رمز او نموذج نستطيع من خلاله فِهم مراحل ظهور فكر جديد في أي مجتمع و أخص بالحديث هنا مجتمعنا , فمن خلال البحث التاريخي وبحث الآراء المختلفة حول هذه الفكرة منذ ظهورها او أي فكره مشابهة لها نجد ما يلي :
في البدء عند ظهور الحركة ينقسم الناس الى قسمين واضحين معروفين او متوقعين-هم اللاعنون والمصفقون وهم بالأصل عائدون لجبهتين متنازعتين ومختلفتين حول الكثير من الامور وهذه الفكرة الجديدة لا تزيد النار الا حطباً بينهم
ولكن الامر يبدأ بأخذ منحنى اخر اشد وعوره واكثر ارتباكاً وأكثره حيره عندما يبدأ بعض الافراد من كلا الجانبين بالهمهمة عن إمكانية تقنين الفكرة بما يرضي الطرفين وتحويلها لعجلة تزيد من حركه التطور الاجتماعي فهم غير رافضين لها تماماً وفي عين الوقت ليسوا قابلين بها تماماً وهنا اصل المجتمع في تقبل اختلاف افراده و سنّ الأنظمة و الاستثناءات لتناسب المنظومة الاجتماعية .
وهنا نبدأ بالدخول لمرحلة جديدة ملؤها الحيرة و عمودها الصمت من الاغلبية , ولكن رؤساء النزاع على الجهتين يكثفون جهودهم و يبدأون بالصراخ بأعلى اصواتهم على الجانب الاخر -بوصفهم فساقاً أو رجعين -وبمن في صفوفهم الصامتين-بوصفهم متخاذلين وغير جادين في القضية .
وفي وسط هذه الدوامة الفكرية الإجتماعية لا ننسى أولئك المهمهمين فهم في هذه المرحلة من اعتزلوا القول-صمتاً او صراخاً-وبدأوا بالفعل التخطيط لبناء جسر إمتداداً لتلك الفكرة تقف عليه الجهتين .
ومن هذه الدعوات لحل النزاعات وذلك بعرض طريقة تقنن الفكرة وتوظفها لخدمه مصالح الجهتين ندخل لمنحنى آخر او مرحله مختلفة.
في هذه المرحلة ينشط المتعصبون الرؤساء- للإيجاد حجج تبرر رفضهم التام او قبولهم التام وهي محاولة منهم لركوب التيار مجدداً والاستفادة منهم في خدمه مصالحهم الشخصية ,بالطبع يبقى جزء منهم على تعصبهم لقرون .
اما عن المرؤوسين فهم هنا مازالوا يتعبون رؤسائهم في رفضهم او قبولهم او محاولتهم ركوب التيار.
وبالرجوع الى قواد مرحله الاصلاح-المهمهمين- والى نوايهم في هذا الاصلاح اما عن رغبتهم الصادقة في استمرار التنمية والتطور الاجتماعي او خدمه لمصالحهم او رغباً منهم في البحث و إيجاد الحقائق وعدم طاعتهم التامة لرؤساء النزاعين والتي بدورها الرغبة- قادتهم الى إيجاد الطريق الوسط بين الجبهتين , و لا نستطيع وصفهم بجماعة ثالثة وسطيه لا بل هم افراد من الجانبين لا زالوا يحملون افكار مضادة للجهة الاخرى ولكن قادتهم رغبات واسباب لإيجاد الطريق .
وخلاصه القول ان كل مرحلة جديدة تدخل الى مجتمعنا تدخل في مراحل هي:-
1-مرحله القبول والرفض التام (انشطار المجتمع لقسمين متباينين)
2- مرحله الهمهمة (الشك بالرأي التام ومدى فعاليته)
3-مرحله التقنين (وهي اكثر المراحل جديه حيث يبدأ حراك اجتماعي لإيجاد وسيط(
4-المرحله الأخيرة (وفيها يتبع كلن رأي نهائي ويذهب الاغلب لاتباع التقنين )
وهذه مراحل لم تدرس جديا ولكنها غالبا تصف معالم الطريق لأي فكره جديده تطرأ على مجتمعنا .
ولقد اشرت هنا لحركة قيادة المرأه- لأنها تشطر المجتمع بوضوح وتصف ما أود قوله بدقه
وغالبا القضايا المتعلقة بالمرأه في مجتمعنا هي أكثر القضايا-الأفكار-التي تؤجج الجميع وتقسمهم بوضوح وذلك راجع الى أسباب عده تختلف باختلاف الجانب تجاه القضية
وباعتقادي أننا مازلنا في مرحلة الهمهمة ولم تؤخذ أي فكرة جديه لتقنين الحركة او محاولة فعالة لمد الجسور ، وبنظري أن مرحله الهمهمة قارب على زوالها فقد اخذت وقتا اطول من اللازم لها -وهذا عائد لتركيب المجتمع التقليدي والديني - واعتقد انها قاربت على الزوال وبأقبالنا على مرحله جديه وفعالة بنظري أن وعي الأفراد وتقبلهم لاختلافات الجهات المتنازعة هي الطريقة الوحيدة للحفاظ على الأمن المجتمعي والخروج بخسائر اجتماعية أقل جراء الحركة او الفكرة الجديدة .