[JUSTIFY][SIZE="5"][FONT="Arial"]"الهياط" موضوعٌ أُشبع طرحا ونقاشا وتداولا في الأيام الماضية، وهو سلوك اجتاح المجتمع مؤخرا بمساعدة وسائل التواصل وأصبح بعضهم يتفنن بأفعال مبالغ فيها، وفيها تبذير للنعمة. هذا السلوك أثار استياء المجتمع وأنُكر على نطاق واسع، فالإسراف لنيل الثناء والمديح والمفاخرة سبب في زوال النعم وحلول النقم. يقول الله تعالى: ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) النحل112
"الهياط" وهمٌ يصنعه "المهايطي" حول نفسه ليقنعها ويقنع المجتمع بأهميته وحضوره وليستر بؤسا داخليا يعانيه، ويتعاظم هذا البؤس كلما سمع أو شاهد غيره ممن هم على شاكلته في "الهياط" وقد أتوا شيئا يفوقه ـ بظنه ـ ويتعداه فيحاول عندها محاولة التفوق على الآخرين دون التفكير بموافقة ما يفعله للدين والعقل والعُرف.
والغريب أن "المهايطي" يعلم أن الآخرين يعلمون أنه مدعي ويبالغ في أفعاله وأن ما يقوم به ليس من أصل شخصيته وتكوينه ولكنه يمضي مستمتعا بفعله وبنظرة الناس إليه.
و "الهياط" ليس مقتصرا على الإفراط في الولائم والمناسبات والاسراف والاستعراض، ولكنه ينسحب على كل فعل تدخل فيه المبالغة والتضخيم وتعظيم الأشياء وإظهارها على عكس حقيقتها، فهناك هياط في الإعلام، هياط في الرياضة، هياط في المجالس الخاصة، هياط في السفر، وهياط في وسائل التواصل الاجتماعي.
و "الهياط" كما يقول مختصون في علم النفس أنه اضطراب سلوكي في الشخصية يحاول صاحبها أن يلفت الأنظار، وأن يضفي على نفسه هالة من الأهمية والشهرة.
ولعلاج هذه الظاهرة لا بد من غرس القيم الروحية والانسانية في أفراد المجتمع، وكذلك بناء العقول بما يفيد، وتوجيه الإمكانيات والقدرات بما يعود بالنفع على المجتمع، وضرورة الدعوة الى شكر النعمة والمحافظة عليها بعدم الإسراف والتبذير، وبيان أن بطرها يؤدي إلى زوالها، ولنا عبرة بمن حولنا من الدول والمجتمعات.
[/FONT][/SIZE][/JUSTIFY]
[CENTER]Twitter: @eidjrais [/CENTER]