سمو أميرنا عبدالرحمن بن ناصر قد كان الإتصال بيننا وبين سموه إتصالاً حياً حينما كنت رئيساً لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فقد أعطانا الضوء الاخضر للإتصال بسموه في أي وقت , وأحيانا قبل الفجر , وأعطانا هاتفه الخاص , وكان لايجدني عند الثابت أحياناً , حيث الجوالات في ذلك الوقت قليله , فسجل هاتفاً بإسمي وأرسله
مع الأستاذ حسن حمران مدير مكتبه لتسهيل الإتصال مع الهيئة , ولاهتمام سمو بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر إهتماماً كبيراً , لايعرفه كثير من الناس كما نعرفه نحن المباشرون للعمل.
وذهب سموه يوماً لإفتتاح جامع الأمير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله بحي العزيزية , وكان عندنا حافلة 45 راكباً ستسافر بالطلاب للعمرة , وعند مرور بالحافلة وقف سموه وإستدعى رئيسهم الأستاذ فايز بن جعيدان العتيبي وأفرغ مافي جيبه من نقود لمتطلبات رحلة الشباب .
ومن تصرفات سموه الحازمة في رعاية الأخلاق إنه إجتمع مجموعة من الشباب الضائعين والمصابين بالشذوذ الأخلاقي , أكثرهم ليسوا من الخرج إجتمعوا في إحدى الإستراحات , فأخبره الشيخ عبدالله الفواز , فقال : تأكدت ؟ قال : متأكدين , فكلم سموه مدير الشرطة , وقال : خلوكم مع الهيئة , وحاصروا الإستراحة , واقبضوا عليهم جميعاً , ولايخرج أحد إلا بورقة خاصة مني أنا , فكانت رادعة لهذه الفئة وقطع دابرهم .
وكان سموه هو الراعي الرسمي لإحتفالات القرآن السنوية التي تقيمها الجمعية في الخرج يسلم الطلاب جوائزهم , ويشارك في أفراحهم , وإحدى السنوات كان منوم في المستشفى العسكري بالرياض , فخرج من المستشفى للحفل في الخرج , ورجع للمستشفى رعاه الله .
ياحفيد صقر الجزيرة :كنت رائعاً في تواضعك وبشاشتك , كنت للهيئة سنداً كما كان عمك سلمان لها رعاك الله ورعاه , جعل
خير أيامكما يوم لقائه , كنتما لجمعيات تحفيظ القرآن رمزاً حياً
, متواجدان وجوداً مشرفاً .
ومما لاينساه التاريخ أن سموه حجز موعداً مع معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري , وأخذ مجموعة من المشايخ ووجهاء البلاد للمطالبة والإلحاح بإعتماد الجامعة , وصارت الجامعة ولله الحمد .وانتفع بها جنوب المملكة , وخففت الضغط على الرياض والطلاب .
هذا مادار في الذاكرة حين سئلت عن سمو الأمير عبدالرحمن بن ناصر الذي فقدناه وظيفياً , ولكن قلوبنا معه , والصلة بالله لاتنقطع , ولست بحاجة للمجاملة , فلا أحد يقتنع أني مبالغ , والله يعلم الواقع وما لانعلم .
الشيخ عبدالله بن محمد الخليفة