أصدر جناح وزارة الخارجية في مهرجان “الجنادرية 29” أكثر من 700 جواز سفر “دبلوماسي”، مدته عام كامل، هذه المرة ليست للدبلوماسيين وممثلي الدولة في الخارج أو أحد أبنائهم، وإنما للأطفال ممن لم تتجاوز أعمارهم الـ10 أعوام ويزورون جناح الوزارة في أرض الجنادرية. جوازات السفر هذه عبارة عن نموذج مصغر عن جواز السفر الذي يحمله عادة الدبلوماسيون في تنقلاتهم خارج البلاد.
وخلف طاولة لا تتجاوز مساحتها المترين فقط، يجلس موظف من وزارة الخارجية، وإلى جواره كرسي يعتليه أحد الأطفال الذين سيحظون بحمل جواز السفر “الدبلوماسي” المصغر، قبل أن يلتقط له الموظف صورة شخصية، ويرفقها على صفحة الجواز الداخلية، والتي تحمل معلومات الطفل كاملة.
وبخلاف الوقت الذي يستغرقه عادة استخراج جواز السفر الدبلوماسي لموظفي الدولة في الخارج، والذي يستغرق من يوم إلى خمسة أيام تقريباً، فإن أطفال الجنادرية سيحظون بـ”استثناء” في عملية استصدارهم جوازات سفرهم الدبلوماسية “المصغرة”، بحسب ما أوضحه لـ”العربية.نت” زياد الشمري، مشرف جناح وزارة الخارجية في الجنادرية، والذي أكد أن عملية استخراج الجواز الدبلوماسي “المصغر” لا تتجاوز ثلاث دقائق فقط، تبدأ بتعبئة البيانات الخاصة بالطفل، مروراً بالتقاط صورته وإرفقاقها على صفحة الجواز، وانتهاء بتسليمه جواز سفره.
الشمري أوضح أيضاً أن الهدف من هذه الخطوة التي تطبقها وزارته للمرة الأولى هذا العام يتمثل في توعية الأطفال وتعريفهم بدور الممثليات الدبلوماسية في الخارج، إضافة إلى بث روح التفاؤل والطموح في نفوسهم، حتى يصبحوا مستقبلاً ممثلين فعليين للدولة وأجهزتها في الخارج والداخل.
وبين الشمري أن نموذج جواز السفر الدبلوماسي للأطفال يتضمن مهام الوزارة وممثلياتها في الخارج، إضافة إلى تعليمات الجواز العامة، التي يجب على الجميع اتباعها في حال سفرهم إلى بلدان أخرى، وأخيراً معلومات كاملة عن الطفل، شاملة اسمه، وتاريخ ميلاده، ورقم الجواز، ومكتب الإصدار.
جناح لـ”سفير الوطن”.
وفي جناح وزارة الخارجية في الجنادرية الذي ضم جوازات سفر دبلوماسية قديمة أيضاً، خصص القائمون عليه هناك قسماً يحمل اسم “سفير الوطن”، يقبل عليه الأطفال دون سن الــ11 عاماً لاستلام كتيب للرسم، يحتوي على ثلاث صفحات، أولها لتقليد الصورة المرفقة في أعلى الصفحة، ومن ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية المتمثلة في رسم ما يختلج في صدره تجاه وطنه.
وبالعودة إلى زياد الشمري، فإن هذا القسم ليس للترفيه عن الأطفال فقط، وإنما يمكنهم من الفوز بجائزة ضمن 100 جائزة رصدتها وزارة الخارجية لأفضل رسم تعبيري من بين رسومات الأطفال المشاركين، إضافة إلى تقديمهم جوائز عينية أخرى لبقية المشاركين، سيتم توزيعها والإعلان عن الفائزين بالجوائز الكبرى في اليوم الختامي للمهرجان.
ولم يخف الشمري أن الإناث من الأطفال تفوقوا على نظرائهم من الذكور، إذ احتللن مركزاً متقدماً في نسبة المشاركات التي بلغت حتى اليوم الأربعاء قرابة 350 مشاركة.