تمكن الباحث في تاريخ المدينة المنورة عزالدين المسكي بعد جهد بحثي من تحديد موقعي «البرزة والبريزة» في منطقة العالية بجوار البئر التاريخية المسماة بالفقير، وهي من الآبار التي آلت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وجعلها كما ذكر السمهودي – طعمة لأزواجه رضي الله عنهن.
وأوضح المسكي بحسب صحيفة »مكة» بعد أن حدد موقعيهما على خرائط قوقل إيرث: إن البرزة والبريزة تعدان من الصدقات النبوية ومن المعالم الأثرية المهمة في تاريخ المنطقة، وطالب الباحث بالمحافظة عليهما، وإجراء مزيد من الدراسات حولهما.
من جهته أكد الباحث في معالم المدينة المنورة ماجد الفريدي أن السمهودي قال في «وفاء الوفا» إن البرزتين بئران تسميان برزة وبريزة وإنهما من أموال بني قريظة، وكانتا في ملك كعب بن أسد القرظي، وبعد أن أوقع الله بيهودهم الذين غدروا بالمسلمين ونقضوا العهود التي أبرموها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم آلت هاتان البئران إلى النبي، والذي جعلهما طعمة لأزواجه رضي الله عنهن.
وبحسب الفريدي ما زالت هاتان المزرعتان إلى الآن تحملان نفس الاسم وإن كان قد انحسر عن الأذهان إلا عند عدد من كبار ساكني منطقة العالية.
كما حذر المسكي من ضياع المعالم التراثية إذ قال: إنه مع التمدد العمراني وطغيان الاسمنت، وعدم معرفة كثير من معالم هذه المناطق التاريخية أضحى الكثير منها مهددا بالإزالة ليصبح أثرا بعد عين ويغيب بذلك جزء من تاريخ هذه البلدة الطاهرة.
يذكر أن منطقة العالية في المدينة المنورة تميزت بوجود عدد واسع من المعالم الأثرية المتعلقة بعصر النبوة، ومناطق تاريخية ترجع إلى العصر الجاهلي متمثلة في جملة المزارع التي كان يقطنها الأوس والخزرج ويهود بني قريظة والنضير، وتعد هذه الأماكن التي ما زال بعضها قائما حتى الآن جزءا من تاريخ طيبة الطيبة الضارب في عمق الزمن والذي لا يمكن أن ينفصل عنها.