لم يكد رواد أحد المساجد بمحافظة أملج، يفرغون من أداء صلاة الجمعة -أمس الأول، الموافق (20 مارس 2015)- ويشرعوا في مغادرة المسجد، حتى تسلل إلى آذانهم صوت منكسر من خلف جهاز التنفس الصناعي، الذي يغطي وجهًا ثلاثينيًّا، وقف صاحبه بالكاد في مواجهة المصلين، يستعطفهم -وبرفقته عدد من الأطفال، زعم أنهم أبناؤه- وأنه يعاني من المرض ولا يقوى على تدبير احتياجاتهم أو العناية بهم، الأمر الذي جعل الأيدي تمتد إليه بالمساعدة.
وبينما تحاشى المتصدقون النظر إلى الشاب أو إلى هيئته، كانت عيون أخرى تلاحظه، وتسجل عليه كل حركاته، حيث جرت مراقبة الشخص، واتضح وجود سيارة تنتظره خارج المسجد، وبمتابعتها -حتى مغادرتها المحافظة باتجاه محافظة ينبع- تم استيقافها من قبل مركز الضبط الأمني التابع لشرطة المحافظة، ليتضح أنه متسول مشهور وبائع مخدرات له سوابق عدة، ولا يعاني من أي مرض بحسب صحيفة عاجل.
وبحسب بيان للمقدم خالد بن أحمد الغبان -الـناطــق الإعــلامــي بشرطة تبوك، تلقت عاجل نسخة منه، الأحد (22 مارس 2015)- فقد اتضح أن المتهم في العقد الثالث من العمر وبرفقته عدد من الأطفال، أفاد بأنهم أبناؤه، وأن المركبة مستأجرة، وقد عثر داخلها على مبلغ مالي (8000 ريال) ثمانية آلاف ريال من جميع الفئات، وإيصال إيداعات بنكية بقيمة (10000 ريال) عشرة آلاف ريال، وصورة شيك بقيمة (5000 ريال) خمسة آلاف ريال، وكذلك عدد ثلاثة جوالات وأربعة أكياس يشتبه أن تكون مادة الشمة.
وقد اتضح أن الشخص المتسول له سوابق عدة، تتعلق باستعمال وتهريب المخدرات والتسول، ولا يعاني من أي مرض، وأنه قام بذلك لغرض التمثيل والتحايل، ولا يزال التحقيق جاريًا معه. وبدوره قدّم مدير شرطة منطقة تبوك، اللواء مظلي خالد البوق، شكره وتقديره لجميع منسوبي شرطة محافظة أملج، على جهودهم المميزة في كشف كثير من القضايا، والقبض على الجناة، متمنيًا لهم الاستمرار في بذل مزيد من الجهد والعطاء. وأهاب البوق بالمواطنين والمقيمين، عدم إعطاء المبالغ والتبرعات إلا لمستحقيها، وعبر القنوات الرسمية المعتمدة، والتحقق ممن يطلب المساعدة، والإبلاغ عن أي شخص يقوم بالتسول.