سؤالي / لماذا جُعل الطلاق بيد الرجل دون المرأة ؟
الجواب : الحمد لله الذي شرع لنا الدين القويم ( دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم وعلى آله وصحبة أجمعين أما بعد,
الأخت السائلة أعلمي وفقك الله إلى ما يحب ويرضى أن هذا الدين القويم أتى كامل لا نقصان فيه فهو توجيه رب العالمين لعبادة الذين خلقهم وهو أدرى بهم وبطبائعهم وما فيه صالحهم واختصر إجابتي لك بان الله حكم بان يكون الطلاق بيد الرجل ولا معقب لحكمه عز وجل , وفي هذا السياق الذكر بقولة تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا). وبقوله عز وجل(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم).
واكتفى بذلك وأحيلك إن شئت إلى مزيد إيضاح إلى جواب فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم , حيث وجهى له ذات السؤال فقال :
” القاعدة أن الغُنم بالغُرم ما معنى هذا الكلام ؟
الغُنم من الغنيمة والكسب, والغُرم هو من الغرامة والخسارة , والعرب تقول : يتولّى حارّها من تولّى قارّها ! أي من تولى بارد الشيء ويسيره يتولّى شدّته .
فالذي تولّى النفقة وأُلزِم بها هو الذي يتولّى الطلاق , ثم إنه حُمّل القوامة فيكون الطلاق بيده
ثم إن المرأة عاطفية تغلب عليها العاطفة ، وهذا مدح وليس ذمّ ، إذ خلقها الله عز وجل عاطفية لحاجة الأم والولد إلى العاطفة وإلى مزيد من الحنان .
إذن السبيل إلى إنهاء تلك الحياة الزوجية التي لم يُكتب لها الاستمرار هو الطلاق من قبل الزوج ، والخُلع من قبل المرأة .
وهذا من حكمة الشريعة الإسلامية التي هي شريعة ربانية خالية من أهواء البشر إذ أن بعض الديانات كالنصرانية لا يُمكن أن يوقع الطلاق ، ولذا يلجأ بعض الأزواج إلى التخلّص من زوجته ، وهذا موجود في زماننا هذا بالأرقام والإحصائيات في أوربا وأمريكا .
كما أنهم يجعلون الطلاق بيد المرأة ! وهذا إجحاف في حق الزوج , إذ الزوجة عندهم تُطلّق ، والزوج لا يستطيع ذلك ! مع أن هذا بخلاف ما جاء في كتبهم المقدّسة وإن دخلها التحريف” (انتهى كلام الشيخ رحمه الله) هذا والله أعلم ,