أكدت مصادرأن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أشار في الاجتماع المغلق الذي عقد في العاصمة النمسوية فيينا أمس، في حضور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى أن عدداً من قيادات الإرهابيين المسؤولين عن تفجير الخبر موجودون في إيران منذ نحو 20 عاماً، موضحاً أن المملكة طالبت بتسليمهم مرات عدة، لكن إيران لم تستجب لهذا المطلب حتى اليوم.
وعد مراقبون إيواء إيران للإرهابيين تورطاً مباشراً في حادثة التفجير، التي وقعت في مدينة الخبر على الساحل الشرقي في الـ25 من يونيو عام 1996، وأدت إلى مقتل 19 جندياً أميركيين، وجرح فيها 372 شخصاً.
وبحسب صحيفة الحياة قال الجبير في اجتماع فيينا أيضاً، بحضور وزراء خارجية كل من: الولايات المتحدة جون كيري، وروسيا سيرغي لافروف، وإيران محمد جواد ظريف: «إن المنطقة لم تعرف الطائفية إلا بعد الثورة الإيرانية».
وعلى رغم إنكار السلطات الإيرانية ارتباطها بأية علاقة بحادثة الخبر، ومع التحفظ السعودي طوال الفترة الماضية على اتهام إيران رسمياً بالوقوف خلف هذا التفجير، كانت واشنطن دائماً توجه اتهامات إلى «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية عن تجنيد المتهمين والتخطيط للتفجير.
وكان المخطط الرئيس في عملية تفجير الخبر الإرهابية قائد «كتائب حزب الله الحجاز» أحمد المغسل، ألقي القبض عليه في بيروت أغسطس الماضي.
وفي كتاب أصدره رئيس مكتب «إف بي آي» السابق لويس فريه في 2007 بعنوان: «من تحطيم المافيا إلى التحقيق مع الرئيس بيل كلنتون إلى خوض الحرب ضد الإرهاب» كشف عن تفاصيل تفجيرات الخبر، وأدلته على ضلوع إيران في الوقوف خلفها.
وقال فريه في كتابه: «قبل العاشرة مساء بالتوقيت المحلي بقليل في الـ25 من يونيو 1996 توقفت سيارة «داتسن» يقودها هاني الصايغ، وهو عضو بارز في الفرع السعودي لحزب الله، أو «حزب الله»، في الزاوية البعيدة لموقف السيارات الملاصق للبناء 131».
وأضاف «كان البناء المؤلف من ثمانية طوابق جزءاً من مجمع سكني يعرف بـ«أبراج الخبر»، وكان وقتها مأوى لأكثر من ألفين من القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية والسعودية، وكان البناء 131 يقطنه حصرياً أفراد القوة الجوية الأميركية، التي كانت تطبق قرار حظر الطيران، الذي كان يجري تنفيذه في جنوب العراق منذ نهاية حرب الخليج الأولى، وكان مع الصايغ في سيارة «الداتسن» عبد الله الجَرَش الذي تم تجنيده في صفوف حزب الله في مقام السيدة زينب بدمشق».
وأشار إلى أنه «بعد دقائق عدة دخلت سيارة «شفروليه» بيضاء ذات أربعة أبواب من نوع «كابريس» موقف السيارات، وانتظرت كي تقوم سيارة «الداتسن» بإشعال وإطفاء أنوارها الأمامية بسرعة، معطية بذلك إشارة واضحة تماماً.
وعندما فعلت «الداتسن» ذلك، تبع صهريجٌ سيارة «الشفروليه» إلى موقف السيارات، وكان ذلك الصهريج تم شراؤه في وقت سابق من ذلك الشهر بمبلغ 75 ألف ريال تقريباً، وأُخذ إلى مزرعة خارج القطيف، تقع على بعد مسافة عشرين دقيقة أو نحو ذلك، وهناك تم تجهيزه بحوالى 5 آلاف جنيه إسترليني من المتفجرات، بحيث أصبح قنبلة ضخمة.
وبعدما توقف الصهريج بجوار السياج، تماماً أمام الحائط الشمالي من البناء 131، قفز السائق، أحمد المغسل، وهو قائد الجناح العسكري لـ«حزب الله» في السعودية، وزميله علي الحوري، وهو منظم عناصر أساسي في حزب الله، من الصهريج مسرعين إلى سيارة «الشفروليه» وانطلقا بسرعة تتبعهما «الداتسن»، وكان الرقيب ألفيردو غيرورو يقوم بمهمة الحراسة من على سطح البناء عندما رأى السائق والراكب ينزلان من الصهريج، والسيارتين تنطلقان مسرعتين، فقام وحارسان آخران بإطلاق جرس الإنذار، بعدما تأكدوا تماماً من أنهم كانوا يحدقون بقنبلة في موقف السيارات أسفل منهم، وبعد ذلك نزل غيرورو محذراً الناس لإخلاء المكان مباشرة.
وأخلى الرقيب القسم الأكبر في طابقين عندما انفجر الصهريج مخلفاً حفرة عمقها 35 قدماً وعرضها 185 قدماً، مدمراً الواجهة الشمالية من البناء تماماً».
وقال رئيس مكتب «إف بي آي» السابق أنه «مع بداية أبريل 1997 تم إلقاء القبض في السعودية على ثلاثة متآمرين آخرين، وفي الواقع كان في المملكة عدد من الخلايا التابعة لـ«حزب الله»، فكلما اُكتشف أمر واحدة وألقي القبض على أفرادها كان المتآمرون يفعّلون أخرى، وهكذا أصبح بوسع محللينا وخبراء الأدلة الجنائية الوصول إلى نتائج جديدة».