يترقب الشارع السعودي كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى اليوم “الأربعاء”، حيث يُنتظر أن يستعرض خلالها سياسة الحكومة الداخلية والخارجية، وذلك بعد أسبوعين من صدور الأمر الملكي بإعادة تشكيل المجلس.
ومنذ الإعلان عن تأسيس مجلس الشورى عقب دخول الملك عبد العزيز مكة المكرمة عام 1343هـ، دأب ملوك المملكة على إلقاء خطابات دورية أمام المجلس لاستعراض سياسة المملكة ومواقفها من الملفات المحلية والقضايا الإقليمية والدولية أمام أعضاء المجلس.
خطاب إعلان الشورى
بعد دخول الملك عبد العزيز مكة المكرمة عام 1343هـ، دعا إلى الشورى وجعلها ركيزة أساسية في حكم البلاد، واعُتبر خطابه لعلماء البلد الحرام في 22 جمادى الأولى من العام نفسه إعلان تأسيس مجلس الشورى، حيث تشار مع العلماء في الشكل الذي ينبغي لإدارة البلاد، ودعا إلى انتخاب مجلس (سمي بالمجلس الأهلي)، كما استعرض أمام عدد من العلماء أسس الحكم التي ستسير عليها الدولة، واعتماد القرآن والسنة مصدرين للتشريع.
ألقى الملك عبدالعزيز عدة خطابات ملكية طوال فترة حكمه، منها خطابات مطولة خلال افتتاح الدورات الجديدة للمجلس، استعرض خلالها سياسة المملكة الداخلية والخارجية، وبعضها بيانات خاصة بتمديد مدة أعضاء المجلس أو بإعطاء التوجيهات، وألقى بعض هذه الخطابات نيابةً عنه ولي العهد الأمير سعود والأمير منصور والأمير فيصل.
الملك عبدالعزيز يفتتح مجلس الشورى
بعد حل المجلس الأهلي، صدرت التعليمات الأساسية لنظام الحكم عام 1345، والتي تضمنت تسمية مجلس الشورى بدلاً من المجلس الأهلي، وتعيين مقره وتشكيل أعضائه، وفي العام التالي أعلن الملك عبدالعزيز افتتاح أعمال المجلس، واستعرض أمام أعضائه سياسة الحكومة ومشاريعها لإصلاح التعليم والصحة والإدارة المحلية ورعاية شؤون الحرمين الشريفين.
خطاب الملك سعود بمجلس الشورى عندما كان ولياً للعهد
افتتح الأمير سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية دورة مجلس الشورى لعام 1367هـ، نيابةً عن الملك عبدالعزيز، وألقى الخطاب الملكي، واستعرض برنامج الحكومة في شؤون العمران والمعارف والحج والصحة والدفاع، وكذلك سياسة المملكة الخارجية خاصة بعد تأسيس الجامعة العربية ودور المملكة الفاعل في تأسيسها.
خطاب الملك فيصل نيابةً عن الملك عبدالعزيز
ألقى الأمير فيصل بن عبدالعزيز الخطاب الملكي أمام مجلس الشورى نيابةً عن الملك عبدالعزيز في عام 1369هـ، حيث تركز الخطاب على استعراض دور الحكومة في نشر العلم، وتوسعة المدن، وتأمين المرافق الصحية، والتأكيد على سياسة المملكة الخارجية والتي تقوم على توطيد وتثبيت العلاقات الأخوية والودية مع البلاد العربية والحكومات الإسلامية والأجنبية.
الخطاب التاريخي للملك فهد
أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز في 27/ 8/ 1412هـ عن إصدار الأنظمة الثلاثة، نظام الحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق.
وافتتح أعمال السنة الأولى من الدورة الأولى للمجلس عام 1414هـ، معلناً انعقاد أولى جلسات المجلس في شكله ونظامه الجديد، وألقى خطاباً تاريخياً نوّه خلاله بالإنجازات التي حققتها المملكة في النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية في المناطق كلها، وجدد التأكيد على سياسة المملكة المتمسكة بالعقيدة الإسلامية والسنة النبوية، والتأكيد على سياسة المملكة الخارجية القائمة على عدم التدخل في شؤون الآخرين وعدم السماح بتدخل الآخرين في شؤون المملكة.
واستمر الملك فهد في إلقاء الخطابات أمام المجلس حتى وفاته في عام 1426هـ، بيد أن بعض تلك الخطابات كان يلقيها نيابةً عنه ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وفق “أخبار 24”.
خطابات الملك عبدالله
تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الحكم في 26/6/1426هـ، وافتتح في العام التالي أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة للمجلس.
وأكد الملك عبدالله في خطابه على علاقات المملكة المتميزة مع أشقائها العرب، متعهداً بالعمل على تعزيز هذه العلاقات وترسيخ الروابط مع الأشقاء وتوحيد صفوف العرب والمسلمين والحفاظ على موقف المملكة القائم على تعزيز أطر الصداقة مع دول العالم ونشر السلام، وأكد أن المملكة ستستمر في سياستها المعتدلة في إنتاج البترول وتسعيره وحماية الاقتصاد الدولي من الهزات.
داخلياً، أكد الخطاب الملكي على استمرار عملية التطوير والتحديث، وتعميق الحوار الوطني، وتحرير الاقتصاد ومحاربة الفساد.
خطابات الملك سلمان
افتتح ولي العهد الأمير سلمان أعمال السنة الثالثة من الدورة السادسة (1436هـ – 1437هـ) لأعمال مجلس الشورى نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
كما ألقى العام الماضى أول خطاباته أمام المجلس بعد توليه الحكم، وذلك خلال افتتاحه أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة للمجلس، ففي كلمة مطولة أكد خادم الحرمين الشريفين على مواصلة العمل ببرامج التنمية السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية، ولا سيما في قطاعات الصحة والإسكان والتعليم والنقل وتوفير فرص العمل والقضاء على البطالة.
وفي جهة السياسية الخارجية، أكد الملك سلمان في خطابه الفائت على العمل لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية، وتبني السياسات الأمنية والسياسية التي تحقق ذلك، والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، ولا سيما القضية الفلسطينية والأزمتين السورية واليمنية، وتعزيز العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة.