غيب الموت، العقيد متقاعد “سعيد الغانم” الذي شيع جثمانه أمس، في مقابر الخبّاقة غربي مدينة القطيف، عن عمر ناهز الـ80 عاما، ليسدل الستار عن واحد من أهم الرجال الذين أفنوا عمرهم دفاعا عن الوطن وخدمة المجتمع.
ولد العقيد الراحل، في قلعة القطيف في العام 1358هـ، وذاق مرارة اليتم وهو ابن الثالثة، لتنتقل كفالته لعمته، ومن بعدها زوجة شقيقه الحاج “على الغانم”.
حرص والده على تعليمه، فأدخله مدرسة الإمام الحسين الابتدائية، وكان بذلك من أوائل المستفيدين من التعليم النظامي في القطيف، كما أدخله في الوقت نفسه ” الكتّاب” لينهل من بحر التعليم النظامي والتقليدي.
في سن الـ16 عاما، رحل والده، وتكفل به شقيقه الأكبر، الذي اعتني برعايته حتى دخل الكلية الحربية، الذي أدى من وقتها وعلى مدى 28 عاما دوره الوطني عبر السلك العسكري، ولم ينقص تقاعده دوره الاجتماعي ونشاطه الوطني.
انتمى الراحل إلى جيل العسكريين النظاميين الأوائل الذين التحقوا بالخدمة أوائل الستينيات، إبّان التطوير النوعي الذي شهدته وزارة الدفاع على يد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وكان من المشاركين في حرب 67 ضمن القوات السعودية.
ومن أوائل خرّيجي كلية الملك عبدالعزيز الحربية، حيث عُيّن، عام 1381 هـ، ملازماً ثانياً في الطائف، ثم انتقل إلى المنطقة الشرقية عام 1383هـ، ثم الى تبوك، ليشغل موقع “ضابط إشارة”، ثم ضابط تنفيذ.
من تبوك إلى الأردن، ذهب “الغانم” ضمن جيش المملكة في القوات العربية المشتركة في حرب 1967م، وفي عام 1389 نُقل إلى قاعدة الملك عبدالعزيز بالظهران، ثم الى نجران عام 1392 ثم إلى خميس مشيط، وبقي فيها حتى شهر رمضان من عام 1403، حيث تقاعد. وفق “صدي”.
فضل الراحل أن يقضي عمره بعد تقاعده في خدمة أبناء وطنه والعمل على قضاء حوائجهم، وكان دائم الحديث في مجلسه المفتوح عن هموم المجتمع وإنجاز بعض القضايا التي يمكنه تداولها مع أصحاب القرار لعلاجها ولايهدأ منزله من اتصالات أبناء مجتمعه لقضاء حوائجهم ليكون واحداً من الشخصيات المعنية بمباشرة الأمور.
اكسبته شخصيته الجادة المنضبطة، الممزوجة بالبساطة وسعة الصدر، احترام المسؤولين وأهالى المنطقة الشرقية، نظرا لمعالجته القضايا بهدوؤ وروية وصدق.