دشن وزير التعليم، رئيس جمعية الكشافة العربية السعودية، الدكتور أحمد بن محمد العيسى، مساء أمس، 11 معسكراً للخدمة العامة التي تقيمها الجمعية بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وبحضور رئيس جهاز أمن الدولة “عبدالعزيز بن محمد الهويريني”، ومساعد رئيس جهاز أمن الدولة “عبدالله بن عبدالرحمن العيس”؛ وذلك بالمعسكر الرئيسي للجمعية في مشعر عرفات؛ حيث كان في استقبالهم لدى وصولهم معسكر عرفات المشرف العام على المعسكرات بالمملكة الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد، وقائد عام المعسكرات بمكة المكرمة والمشاعر الدكتور صالح بن رجاء الحربي، وقادة المعسكرات الفرعية.
وقام “العيسى” -فور وصوله- بجولة على مقرات لجنة الخرائط والأدلة الإرشادية، والمجموعات، وشؤون المعسكرات، وتقنية المعلومات، والشؤون الإعلامية، ثم حضر الضيوف الحفل الخطابي المُقام بهذه المناسبة، والذي تَضَمّن كلمةً للمشرف العام على المعسكرات الدكتور عبدالله الفهد قال فيها: “شَرّفنا الله بخدمة ضيوف الرحمن كل عام منذ عشرات السنوات، وهذه الخدمة تنمو وتتطور كماً وكيفاً لتشمل العديد من المجالات بالتعاون مع الجهات الحكومية، وبرعاية كريمة ودعم من ولاة أمرنا”.
وأضاف: “لقد سخّرت جمعية الكشافة العربية السعودية ٧٥٠٠ مشارك من جميع القطاعات الكشفية في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنافذ ومدن الحجاج، ونظراً للرغبة المتزايدة هذا العام؛ فقد تم إضافة ٥٠٠ ليصبح العدد ٨٠٠٠ مشارك”؛ مبيناً أن هذه الأعمال تربّي الشباب على البذل والعطاء وتحمّل المسؤولية، وتنمي فيهم حب الوطن والولاء لولاة أمرنا حفظهم الله.
وأكد “الفهد” أن المشاركين يخضعون للعديد من الدورات التدريبية قبل وصولهم وأثناء وصولهم، بالتعاون مع العديد من الجهات؛ منها كلية نايف للأمن الوطني، ووزارة الصحة والهلال الأحمر والدفاع المدني ونبراس، بالإضافة إلى الاختبارات المعرفية والمهارية القبلية والبعدية للمشاركين، وورش العمل المتخصصة كلٌّ حسب طبيعة عمله.
وتابع: “ما يقوم به الكشافون من إرشاد لحاجّ أو إيصال لتائه أو مساعدة لمريض أو محتاج أو تفويج للمشاعر أو سقاية ورفادة أو مشاركة مع رجال الأمن؛ عمل يساعد في استكمال ركن من أركان السلام، التي جندت الدولة -حرسها الله- كل إمكاناتها بدعم وإشراف مباشر من خادم الحرمين وولي عهده الأمين حفظهم الله؛ مضيفاً أن دعم ومتابعة وزير التعليم رئيس جمعية الكشافة لجميع أعمال الكشافة؛ ذَلّل الصعاب، وزاد من الهمة والنشاط؛ فله من الجميع الدعوة الصادقة”.
ثم قُدمت أهزوجة كشفية، تبعها كلمة الوزير الذي رحّب فيها بالجميع، وهنأهم بأن الله عز وجل اصطفاهم لخدمة ضيوف الرحمن قاصدي الأماكن المقدسة من كل فج عميق؛ لينعموا برحلة إيمانية مطمئنة، وليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة ضمن منظومة الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين -يحفظهم الله- الذين سخّروا كل الإمكانات والموارد لخدمة وفود الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار.
وأكد الوزير أن جمعية الكشافة العربية السعودية عَمِلت في الفترة الأخيرة على تطوير أعمالها كافة، وفي معسكرات الحج والعمرة خاصة؛ لتسهم إن شاء الله في تحقيق أهدف رؤية المملكة 2030، ومبادرات برنامج التحول الوطني 2020، وخاصة في عدد المنتمين للعمل التطوعي، وتزويد المنتمين للكشافة بالمعارف والمهارات والقدرات اللازمة من خلال توفير فرص التدريب في مختلف المجالات المتعلقة بالعمل الكشفي التطوعي، وبما يتفق والمتغيرات، وبما يحقق الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إليها الجمعية وفق منهجية للعمل بالتجهيز على مدار العام؛ بدلاً من العمل الموسمي مع تطبيق معايير الجودة، ومقاييس الأداء، لرفع مستوى الجاهزية لمعسكرات الخدمة في العمرة والحج.
وأكد أن الكثيرين في هذه البلاد المباركة من أبناء هذا الوطن وفي مختلف المجالات والتخصصات؛ يعملون على خدمة وراحة قاصدي الحرمين الشريفين، وتقديم كل السبل التي تمكّنهم من أداء عباداتهم ومناسكهم بيسر وسهولة وأمان، والتي تحرص عليها بلادنا منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- حتى عهدنا الزاهر، الذي توفرت فيه الكثير من الخدمات، ونُفّذت العديد من المشاريع الحيوية والتنموية خدمةً لحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف؛ استشعاراً من ولاة أمرنا -أيدهم الله- بعِظَم المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه الحرمين الشريفين وقاصديهما.
وأوضح أننا اليوم ونحن نطلق برامج معسكرات الخدمة العامة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ ندرك حجم العمل التطوعي الذي يقوم به المشاركون فيها من القادة والكشافة والجوالة وجميع العاملين في الخدمات المساندة؛ لكننا في نفس الوقت ندرك أيضاً أن من قدم للعمل في هذه المعسكرات يدرك معنى العمل التطوعي، ومدى إيمانهم بالمسؤولية المجتمعية وخدمة ضيوف الرحمن والوطن، كما أننا ندرك حجم العقبات والمعوقات التي مر بها الزملاء في أمانة الجمعية في التجهيز لإقامة هذه المعسكرات، والتي تجاوزوها بالعزيمة والبصيرة والفكر والجدية والخبرة؛ لتحقيق الهدف الأسمى الذي يؤمنون به، وهو أن خدمة الحجاج فخر وشرف لهم ولكم.
ثم قدّم عرضاً مرئياً عن تاريخ الحركة الكشفية في خدمة ضيوف الرحمن، بعدها ألقى رئيس جهاز أمن الدولة عبدالعزيز بن محمد الهويريني كلمةً نقل فيها تحيات القيادة؛ ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وتحيات وتقدير وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف الذي كان يؤمل تشريف هذا اللقاء؛ مشيداً بالجهود الكبيرة التي تقدّمها الكشافة في خدمة ضيوف الرحمن، والتطور النوعي والارتقاء الذي شهدته معسكرات الخدمة العامة في السنوات الأخيرة التي أتيحت لها الفرصة بمشاركة الكشافة جهودهم والاطلاع عليها؛ مؤكداً أن الكشافة رجال أمن وهم يقدمون الخدمة بمساعدة الضعيف والمفقود.
ثم أعلن وزير التعليم رئيس جمعية الكشافة، افتتاح معسكرات الخدمة العامة؛ داعياً جميع المشاركين إلى مضاعفة الجهود، وحشد الإمكانيات البشرية، والإخلاص، والتفاني في العمل لتحقيق المزيد في سبيل توفير كل ما يحتاجه حجاج بيت الله الحرام بالتعاون مع شركاء النجاح.