روى العم سليمان بن سويلم الرشيدي، من قرية “الملاح” شمال محافظة الحائط التابعة لمنطقة حائل، الذي قارب عمره على المائة عام، جانباً من ذكريات عمره المديد، مبيناً أنه سلّم على الملك المؤسس وبايع أبناءه ملوك المملكة جميعاً.

وقال الرشيدي: “سلّمت على الملك عبدالعزيز عام 1369هـ في قصره بالرياض، وكان وقتها جالساً على كرسي لكبر سنه ولا يستطيع الوقوف، وكان بجانبه أبناؤه الأمراء، وقد خطب الملك المؤسس الحضور من المواطنين ووعدهم خيراً، وأكد لهم أن الدولة تهتم بهم وترعى الصغير قبل الكبير، والمريض قبل المعافى، ولن تدخر شيئاً من أجل راحة المواطنين.. وقد تحقق ذلك ولله الحمد”.

وأضاف بحسب “سبق” أنه بايع أبناء الملك عبدالعزيز (الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله) -رحمهم الله جميعاً- عندما تسلموا مقاليد الحكم، وصافحهم جميعاً وقدم للرياض للسلام عليهم.

وأشار إلى أنه سلّم على الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض عدة مرات، وبعد تولّيه مقاليد الحكم بايعه وولي العهد من القرية كما جرى العرف، حيث لا تساعده ظروفه الصحية على السفر إلى الرياض.

وعن الفاجعة التي أصابت قريته بوفاة الملك المؤسس، قال العم سليمان إن الخبر وصل للقرية عن طريق تناقل الأخبار والسوالف بين الناس لعدم توفر وسائل اتصال سريعة، فأُصيب الأهالي بحزن عميق وتأثر كبير لفترة طويلة، لطيب صنيعه -رحمه الله- معهم ومراعاته لاحتياجاتهم.

وحول ظروف الحياة الصعبة سابقاً، دعا الرشيدي الجيل الحالي للحفاظ على النعم الكثيرة المتوفرة لهم، قائلاً: “حياتنا سابقاً كانت صعبة وغير مستقرة، فقد كان الواحد منا يودع أهله وكأنه لن يعود لهم مرة أخرى بسبب ضعف الأمن وكثرة قطاع الطرق واللصوص (الحنشل) الذين يسطون على المسافرين في الصحراء ويسرقونهم ليلاً ونهاراً، لكن بعد حكم الملك عبدالعزيز استتب الأمن في البلاد، فقد كان صارماً في تنفيذ الحدود على الحنشل، لا يتردد في اتخاذ المواقف التي يراها حقاً للمواطنين، وأصبحنا نسافر على الإبل مسافات طويلة، ونقطع الفيافي دون خوف من أحد”.

معمر حائلي: كان الواحد منا يودع أهله عند سفره.. والملك عبدالعزيز خلّصنا من "الحنشل" وقطّاع الطرق

معمر حائلي: كان الواحد منا يودع أهله عند سفره.. والملك عبدالعزيز خلّصنا من "الحنشل" وقطّاع الطرق

معمر حائلي: كان الواحد منا يودع أهله عند سفره.. والملك عبدالعزيز خلّصنا من "الحنشل" وقطّاع الطرق