نشرت دارة الملك عبدالعزيز مقطعاً صوتياً بعنوان “أجداد وأمجاد”، يروي موقفاً للملك فيصل خلال قمة عقدت في العاصمة البريطانية لندن عن القضية الفلسطينية تدل على ذكائه وحزمه.

وكان الملك فيصل حينذاك وزيراً للداخلية، وذهب إلى لندن للمشاركة في قمة عقدها وزراء الخارجية العرب بعد إنهاء الانتداب البريطاني لفلسطين وكانت هذه أول قمة تعقد في لندن.

وتقول القصة إن الطقس في بريطانيا ذلك الوقت غير مستقر والسماء مليئة بالغيوم، ويوم الجلسة الافتتاحية للقمة كانت السماء صافية والجو جميلاً، وافتتح الملك فيصل الجلسة بعبارة: “إن هذه الشمس التي سررتم بإشراقها هدية من الشرق إلى الغرب، وعسى أن تستدلوا بنورها لما فيه خير للجميع”.

وكان يشير بحديثه إلى التخبط في السياسة البريطانية في ذلك الوقت وعدم وضوح الرؤية بشأن القضية الفلسطينية، وكان لديه تصوّر للنوايا البريطانية حولها، حيث أراد أن يوصل لهم رسالة مبطنة وواضحة.

وبعد انتهاء الجلسة اتفق على عقد جلسة أخرى بعد أيام، وسبقها اجتماع سري للوزراء هدفه أن يكون كلامهم موحّداً، لكن البريطانيين اخترقوا هذا الاجتماع وعلم الملك فيصل بذلك، وقرر أن يفتتح الجلسة بنفسه، وقال في كلمته الافتتاحية: “إننا نرى ألا فائدة من الجلسات وإني أعلن انسحابي طالما أن داء العرب من أنفسهم قبل أن يكون من أعدائهم”.

وقصد الملك فيصل بحديثه أن من سرب نتائج الاجتماع أحد الأشخاص العرب، وفشلت كل المحاولات في إقناعه بالعدول عن قراره، وعاد إلى المملكة والتقى بوالده الملك عبدالعزيز وروى له ما حدث، فأيده الملك المؤسس.

وفق “أخبار 24”.